اخبار-433

ذكرى ميلاد علي مصطفى مشرفة.. اينشتاين العرب

كتب : حسام خليل 
ولد علي مصطفى مشرفة في 11 يوليو  1898 في حي المظلوم بمدينة دمياط الساحلية،  وكان الابن الأكبر لمصطفى مشرفة أحد وجهاء تلك المدينة وأثريائها، ومن المتمكنين في علوم الدين المتأثرين بأفكار جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، وكان من المجتهدين في الدين.
نشأ مشرفة على حفظ القرآن الكريم منذ الصغر، وكان حريصا على المحافظة على صلاته طوال حياته مقيمًا شعائر دينه كما علمه والده.
قضى مشرفة السنوات الأولى من طفولته في رغد من العيش، إلى أن تأثر والده في سنة 1907 بأزمة القطن الشهيرة في ذلك العام، التي هزّت الاقتصاد المصري فهوت بالأغنياء إلى الفقر، وخسر والده أرضه وماله وحتى منزله.
بعد وفاة والده في الثامن من يناير  ١٩١٠ انتقلت الأسرة إلى القاهرة، وبموت الأب صار الابن علي -الذي لم يكن قد تجاوز الـ12 من عمره- عميدًا لأسرته المكونة من أمه وإخوته نفيسة ومصطفى وعطية وحسن، حيث استأجروا شقة في حي محي بك بعابدين.


تلقى علي دروسه الأولى على يد والده ثم في مدرسة "أحمد الكتبي"، وكان دائمًا من الأوائل في الدراسة، والتحق بمدرسة العباسية الثانوية بالإسكندرية التي أمضى فيها سنة في القسم الداخلي المجاني، وانتقل بعدها إلى المدرسة السعيدية في القاهرة وبالمجان أيضاً لتفوقه الدراسي، فحصل منها على القسم الأول من الشهادة الثانوية (الكفاءة) عام 1912، وعلى القسم الثاني (البكالوريا) عام 1914، وكان ترتيبه الثاني على القطر المصري كله وله من العمر 16 عاماً.
وأهله هذا التفوق -لا سيما في المواد العلمية- للالتحاق بأي مدرسة عليا يختارها مثل الطب أو الهندسة، لكنه فضل الانتساب إلى دار المعلمين العليا، حيث تخرج فيها بعد ثلاث سنوات بالمرتبة الأولى، فاختارته وزارة المعارف العمومية إلى بعثة علمية إلى بريطانيا على نفقتها.
وأثناء اشتعال ثورة 1919 بقيادة سعد زغلول، كتب مشرفة إلى صديقه محمود فهمي النقراشي -أحد زعماء الثورة- يخبره فيها برغبته في الرجوع إلى مصر للمشاركة في الثورة، وكان جواب النقراشي له "نحن نحتاج إليك عالما أكثر مما نحتاج إليك ثائراً، أكمل دراستك ويمكنك أن تخدم مصر في جامعات إنجلترا أكثر مما تخدمها في شوارع مصر".
لفتت نتيجته نظر أساتذته الذين اقترحوا على وزارة المعارف المصرية أن يتابع مشرفة دراسته العلوم في جامعة لندن، فاستجيب لطلبهم، والتحق عام 1920 بالكلية الملكية، وحصل منها عام 1923 على الدكتوراة في فلسفة العلوم بإشراف العالم الفيزيائي الشهير تشارلز توماس ويلسون، الحاصل على جائزة نوبل للفيزياء عام 1927.
حصل علي مشرفة عام 1924 علي دكتوراة في العلوم من جامعة لندن، وهي أعلى درجة علمية في العالم، حيث لم يتمكن من الحصول عليها سوى 11 عالماً في ذلك الوقت، وكان أول مصري يحصل على هذه الدرجة العلمية.

توفي علي مصطفى مشرفة في 15 يناير  1950 إثر أزمة قلبية، وهناك شك في كيفية وفاته؛ فيعتقد أنه مات مسموماً، أو أن أحد مندوبي الملك فاروق كان خلف وفاته، ويعتقد أيضا بأنها إحدى عمليات جهاز الموساد الإسرائيلي، ولكن كتاب "دكتور علي مصطفى مشرفة ثروة خسرها العالم" من تأليف شقيقه الدكتور عطية مشرفة ينفي تماماً هذه الأقاويل، ويؤكد أنه مات على فراشه. 
كتكريم له أنشأت حكومة المملكة المتحد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى