فنون
ذكري ميلاد الشاعر محمد حمزة ..1200 اغنية لـ 37 مطرب ..مداح القمر في عيون بهية

كتب : محمد مجدى
محمد حمزة شاعر مصري. ولد 20 يونيو 1940 بدأ بكتابة الشعر الغنائي بالاحتراف قدمته فايزة أحمد حتى وصل رصيده إلى 1200 أغنية عاطفية وشعبية ووطنية، تغنى بها عبد الحليم حافظ ونجاة الصغيرة وفايزة أحمد وشادية و وردة الجزائرية وصباح ومحمد رشدي وعفاف راضي وعماد عبد الحليم وهاني شاكر وسميرة سعيد وغيرهم.
امتهن الصحافة و أصبح محررًا كبيرًا فى روز اليوسف , وقد سطع اسمه حينها في المجال الصحفي و النقدي وذلك في إصدارات روز اليوسف و غيرها من المجلات والصحف المصرية والعربية بدأ مشوار محمد حمزة مع الاحتراف سنة 1963 , وذلك عندما قدمته فايزة أحمد من خلال أغنية “رشوا الورد ” والتي تغنت بها مع حضور أبطال اليمن , وقد كتب كلمات هذي الأغنية على المناديل بعد أن أذيع خبر عودة أبطال الحرب , و من ثم أغنية ” أؤمر يا قمر ” التي صدحت بها أيضًا فايزة أحمد و قام بتلحينها ” محمد سلطان ” وهي الأغنية التي وجدت طريقها إلى قُلوب الجماهير ..
.jpg)
عندما نتطرق في الحديث عن أقرب الأغاني إلى قلبِ محمد حمزة , فقد أشار فى أحد لقاءاته التلفزيونية أن أقرب الأغاني التي كتبها إلى قلبه هي ثلاث أغنيات خرجت للنور في مرحلة الخطوبة من الإعلامية المذيعة الراحلة فاطمة مختار وهى «أحلى طريق فى دنيتى – 1977 » والتي كان من المقرر أن يغنيها عبدالحليم حافظ , لكن الموت كان أقرب إليه , ومن ثم ذهبت الأغنية إلى فايزة أحمد , و«نبتدي منين الحكاية – 1975 » وقد تغنى بها عبد الحليم حافظ و«العيون السود – 1972 » وغنتها وردة.
يقول عنه أحد النقاد : ” أنه عزز حضور اللهجة المصرية في الوطن العربي، وهو من رسم خطوط الرومانسية من خلال أغاني عبد الحليم حافظ، وألحان بليغ حمدي، مشيراً أن المطربين عادة ما يسرقون الأضواء من الشعراء ولكن هذه الحالة الرومانسية الكبيرة التي رسمها محمد حمزة جعلته حاضراً في ذاكرة الجميع.” ظهر محمد حمزة في زمن العملاقة من الشعراء , كامل الشناوي , مرسي جميل عزيز , مأمون الشناوي , حسين السيد , عبدالوهاب محمد , وغيرهم , ورغم تلكَ الأسماء المضيئة إلا أن محمد حمزة كان نجمًا بين فرسان زمانه , وكان مجددًا في الكلمة , وصاحب حالة لغوية فريدة .
كان من المقرر على عبد الحليم حافظ أن يغني ” مداح القمر ” عام 1971 و ذلك بعد أغنية زي الهوا , وبالفعل أتم محمد حمزة كلماتها , وقام بليغ حمدي بوضع لحنٍ بديع , لكن عبد الحليم حافظ تعرض لنزيف حاد , الأمر الذي دفعه للسفر إلى لندن للعلاج , و عند العودة .. كان محمد حمزة قد أنهى مطلع أغنية ” موعود ” فقال حليم : ” هل من المعقول إني أرجع من حالة مرضية وحزن و أغني أغنية فرايحية زي – مداح القمر – لازم أحسس الجمهور بمعاناتي بصدق ” و بدأ بليغ حمدي بتلحين الأغنية و التي كانت نقلة نوعية في الأغنية الكلاسيكية الطويلة , وبجمل لحنية فاخرة , تألق فيها بليغ حمدي بشكل مُدهش , و قام بغنائها عبد الحليم حافظ في حفل شم النسيم لأول مرة عام 1971 , و قبل الحفل بدقائق قام عبدالحليم بتغيير بعض الجمل منها : القمر طلع .. والخوف بِعِد والهوا دفي .. و الليل سمع وكانت في الأصل : القمر طلع .. والخوف رِجع كان عبدالحليم متخوّفًا من جملة ” الخوف رجع ” فقام بتغييرها فورًا , و في نهاية السنة من العام 1971 , قام بغناء : مداح القمر لأول مرة , والتي اقتبس محمد حمزة جملة ” قدك المياس يا عمري ” من الفلكلور الحلبي السوري القديم , وفي الحفل الأول قدّم عبد الحليم حافظ بليغ حمدي و أطلق عليه لقب ” أمل مصر في الموسيقى ” الأمر الذي أثار حساسية بين بعض الملحنين الذي كانوا قريبين جدًا من العندليب . يقول محمد حمزة عن اغنيه اي دمعه حزن لا التي غناها عبدالحليم حافظ بشكل جميل و مُدهش : ” كانت في البدء تحمل اسم ( جاي الزمان ) , وتم الإعلان عنها في شوارع القاهرة بهذا الاسم , لكن قبل الحفل بعدة أيام فقط , تم تغيير اسمها إلى ( أي دمعة حزن لا ) .. بعد الأخذ بآراء المقربين … المُطربة الكبيرة وردة الجزائرية , كانت تتمنى غناها , بيد أنها كانت تتلصص على بعض البروفات التي يسجلها بليغ حمدي و عبدالحليم , وقد صرحت بذلك في عدة لقاءات .. “ قدّم الشاعر محمد حمزة أغنية ” متى أشوفك ” لـ عبدالحليم حافظ , لاستكمال مشروعهما للأغاني الشعبية و الذي سبق و أن قدما أغنيتي ” سواح ” و ” جانا الهوى ” , وعندما قرأ حليم كلماتها قال : ” الأغنية دي حتنجح جدًا , بس اعطيها لـ محمد رشدي , لأني انتهيت مرحلة الشعبيات خلاص و ابتديت في مرحلة الأغاني الكلاسيكية الطويلة , ومش عاوز أرجع .. اعطيها رشدي حتكسر الدنيا معاه أكتر ” , ثم قدّمها إلى الفنان : محمد رشدي , فقرر الأخير أن يكون بليغ حمدي هو من يقوم بتلحينها ؛ خاصة بعد سلسلة النجاحات ” عدوية – طاير يا هوى ” ذهب للبحث عنه , لكنه وحده في منزل عبدالحليم حافظ و الذي كانت العلاقة معه متوترة بعض الشيء , لم يطق رشدي صبرًا الانتظار , فحفل شمّ النسيم على الأبواب , فطرقَ الباب , وطلب دون أن يدخل لقاء بليغ , وهناك رجاه أن يلحن له , و بعيدًا عن حرج الاثنين , أخذه بليغ إلى الحمام المجاور لباب الشقة , قرأ الكلمات و أعجب بها جدًا , ومن ثم بدأ التلحين و خلال 15 دقيقة فرغَ منه , ثم أخذه محمد رشدي إلى الموزع الموسيقى , و سجل الأغنية لتلاقي نجاحًا كبيرًا في الساحة الفنيّة .
للشاعر الراحل ما يزيد عن 1200 أغنية، من بينها 37 للعندليب عبد الحليم حافظ، من أشهرها "مداح القمر" و"موعود"، و"سواح"، و"زي الهوى"، و"أي دمعة حزن لا"، كما غنى له عشرات الفنانين من مصر والوطن العربي، كان آخرهم كاظم الساهر وسميرة سعيد. كما كتب " حكايتي مع الزمن" لوردة الجزائرية، و"يا حبيبي يا مصر لشادية"، و"عيون بهية" أجمل ما غنى محمد العزبي، كما كتب لأصاله نصري " سامحتك" توفي والشاعر 18 يونيو 2010