سينما
ذكرى ميلاد فاتن حمامة سيدة الشاشة العربية

كتب: صلاح احمد
تعتبر سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة علامة بارزة فى تاريخ السينما حيث ساهمت بشكل كبير فى تقدير دور المرأة فى المجتمع من خلال تمثيلها ومشوارها الفنى الذى بدأ وهى تبلغ من العمر 9 سنوات .
حصلت فاتن حمامة على جوائز عديدة عن اعمالها الفنية تم اختيارها كأفضل ممثلة فى عام 1996 اثناء احتفال السينما المصرية بمرور 100 عام على نشاطها، واختيار 18 من افلامها من ضمن 150 فيلم من أحسن ما انتجته السينما المصرية، وفي عام 1999 تسلمت شهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وفي عام 2000 منحت جائزة نجمة القرن من قبل منظمة الكتاب والنقاد المصريين، وجوائز أخرى عن مجمل اعمالها.

ولدت فى 27 مايو 1931 فى حى عابدين، بدأ شغفها بعالم السينما في سن مبكرة عندما كانت في السادسة من عمرها اصطحبها والدها لمشاهدة فيلم في إحدى دور العرض في مدينتها وكانت الممثلة آسيا داغر تلعب دور البطولة في الفيلم المعروض، وعندما بدأ جميع من في الصالة بالتصفيق لآسيا داغر واستنادًا إلى فاتن حمامة فإنها قالت لوالدها إنها تشعر بأن الجميع يصفقون لها ومنذ ذلك اليوم بدأ ولعها بعالم السينما.

وعندما فازت بمسابقة أجمل طفلة في مصر أرسل والدها صورة لها إلى المخرج محمد كريم الذي كان يبحث عن طفلة تقوم بالتمثيل مع الموسيقار محمد عبد الوهاب في فيلم "يوم سعيد" (1940وإبرام المخرج عقد مع والدها ليضمن مشاركتها في أعماله السينمائية المستقبلية، وبعد 4 سنوات استدعاها نفس المخرج مرة ثانية للتمثل أمام محمد عبد الوهاب في فيلم "رصاصة في القلب" (1944)، ومع فيلمها الثالث "دنيا" (1946) استطاعت ان يكون لها موضع قدم في السينما المصرية ودخلت فاتن المعهد العالي للتمثيل عام 1946.
دخلت مرحلة جديدة في حياتها وهي الميلودراما وكان عمرها 15 سنة وبدأ اهتمام النقاد والمخرجين بها بعد مشاركتها مع الفنان يوسف وهبى فى فيلم "ملاك الرحمة" 1946.

قامت بأول بدور بطولة لها في فيلم "لك يوم يا ظالم" (1952) الذي اعتبر من أوائل الأفلام الواقعية واشترك هذا الفيلم في مهرجان كان السينمائي. وكذلك اشتركت في أول فيلم للمخرج يوسف شاهين "بابا أمين" (1950) ثم في فيلم صراع في الوادي (1954) الذي كان منافسا رئيسيا في مهرجان كان السينمائي. ويرى معظم النقاد أنها وصلت إلى مرحلة النضج الفني مع فيلم "دعاء الكروان" (1959) هذا الفيلم الذي اختير كواحد من أحسن ما أنتجته السينما المصرية عن رواية لعميد الأدب العربي طه حسين، كذلك اشتركت في أول فيلم للمخرج كمال الشيخ "المنزل رقم 13" الذي يعتبر من أوائل أفلام اللغز أو الغموض. في عام 1963 حصلت على جائزة أحسن ممثلة في الفيلم السياسي "لا وقت للحب" (1963).

قالت سيدة الشاشة العربية فى مقابلة صحفية إنها غادرت مصر من عام 1966الى 1971، بسبب تعرضها لضغوط سياسية،لانها كانت عضوة فى حزب الوفد، وكان السبب الرئيسى ظلم الناس وأخذهم من بيوتهم ظلماً للسجن في منتصف الليل،مضايقات من المخابرات المصرية حيث طلبوا منها "التعاون معهم" ولكنها امتنعت عن التعاون بناءً على نصيحة من صديقها حلمي حليم "الذي كان ضيفهم الدائم في السجون"، وكتب أنيس منصور، حول ما يتعلق بهروبها من المخابرات المصرية في الستينات، حيث تمت ملاحقتها من قبل رئيس المخابرات حينها، صلاح نصر.

عادت الى مصر فى عام 1971 بعد وفاة جمال عبد الناصر وعند عودتها بدأت بتجسيد شخصيات نسائية ذات طابع نقدي وتحمل رموزًا ديمقراطية كما حدث في فيلم إمبراطورية ميم 1972 ، وحصلت عند عرض ذلك الفيلم في مهرجان موسكو على جائزة تقديرية من اتحاد النساء السوفيتي وكان فيلمها التالي "أريد حلا" 1975 نقدًا لاذعًا لقوانين الزواج الطلاق في مصر، وبعد الفيلم قامت الحكومة المصرية بإلغاء القانون الذي يمنع النساء من تطليق أزواجهن، وبالتالي سمحت بالخلع.
.jpg)