العرب

الهدنه فى سوريا ..التقاط انفاس ام تمهيد لسلام

تقرير / محمود درويش
دخلت الهدنة في سوريا حيز التنفيذ لتتوقف اراقة الدماء ويخفت صوت الرصاص إلا قليلا ، الخروقات التي تهدد الهدنة الهشة متوقعة فبعض الاطراف لن يرضيها انتهاء الحرب دون حسم لذا يبقي مشهد الحرب غير بعيد عن الانفجار في اي لحظة فالقوي الدولية والاقليمية لاتزال تتفاوض وهي تعض علي اصابعها

 

بعد خمس سنوات من الحرب و قتل حوالى 250 الفا و تشريد 11 مليون اسره  بادرة امل جديده تلوح فى الافق لحل الازمه السوريه  فى هدنه جديده تدعو الى  وقف اطلاق النار بين الاطراف المتنازعه فى البلاد .

هدنه هى الاولى من نوعها بين المتنازعين فى سوريا تحت رعايه امريكيه روسيه وافق علها النظام الحاكم المتمثل فى بشار الاسد و الحكومه السوريه و المعارضه على نبذ العنف ووقف اطلاق النار و المحاوله للتوصل الى حل سياسي يرضي جميع الاطراف حقنا للدماء .

قال ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ان وقف اطلاق النار بين القوى المتصارعه  هو امل جديد و محاوله للحل بعيدا عن استخدام السلاح و العنف  فالهدنه تمثل لحظه فارقه فى تاريخ سوريا و من المقرر استنئاف مبحاثات جينيف و موينخ بعد الهدنه التى تنتهى فى اسبوعين قادمين اذا التزمت جميع الاطراف ببنود المشروع الامريكيى الروسى  

.

الهدنه الامريكه الروسيه لا تشمل تنظيم الدوله الاسلاميه (داعش ) و جبهه النصره لارتباطهم بتنظيم القاعده و انتهاج العنف و استخدام السلاح  لافشال الهدنه المتفق عليها بين الاطراف المتنازعه .

و فى اول ايام الهدنه توقف القتال فى معظم بلدان سوريا و اعلنت المعارضه السوريه ان القوات التابعه لنظام الاسد التزمت بالهدنه ووقفت اطلاق النار قى بعض المناطق و لكن يوجد مناطق تقوم القوات المواليه للنظام بقصفها مما دعى ميستورا المبعوث  الاممى لدى سوريا بضبط النفس و عدم عرقلة الهدنه للوصول الى حل سياسي يؤدي الى السلام .

و فى سياق متصل اعلنت القوات الروسيه عدم شن هجمات او قصف بالطيران على البلاد احتراما للهدنه معلنا استمرار القصف فى المناطق التى يتمركز بها قوات تنظيم الدوله الاسلاميه و جبهه النصره بسوريا .

الولايات المتحده الامريكيه من جانبها اكدت على احترام الهدنه ووقف اطلاق النار مما يزيد الضغط على روسيا لتحقيق السلام و استمرار مبحاثات جينيف التى قد تعتبر الحل الاوحد لوحده سوريا

ووزعت كل من روسيا والولايات المتحدة مسودة قرار على الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي لاقرار اتفاق وقف القتال في سوريا.

كما يدعو المشروع كل الأطراف التي ينطبق عليها وقف العمليات القتالية للوفاء بتعهداتها كما يحث كل الدول الأعضاء وخاصة المجموعة الدولية لدعم سوريا باستخدام نفوذها لدى أطراف وقف العمليات القتالية للوفاء بتلك التعهدات ودعم الجهود الرامية لتهيئة الظروف من أجل وقف دائم لإطلاق النار

 

المشهد علي الارض يبدو هكذا لكن علي الحدود تبقي مشكلة الاكراد التي تؤرق تركيا احد اطراف الصراع في سوريا كما لايغيب مشهد الحليف السعودي الذي يحشد القوات في مناورة هي الاكبر قيل انها للتدريب لكن الواقع يقول انها للتلويح والتهديد الي ذاك الطرف البعيد والخصم الايراني الذي يتدخل عبر ذراعه حزب الله اللبناني .

 

سوريا الان فى مهب الريح بين الوحده و التقسيم اذا اردات الوحده فعليها استغلال الفرصة واستثمار الهدنه وان استمعت الي الاصوات المتطرفة من كلا الجانبين فسوف تفشل الهدنة وتنتهي الي تقسيم البلاد وهذا ما لايرغب فيه كل الشعب السوري باستثناء ذوي الافق الضيقة والمصالح في الداخل والخارج سواء كانت دولا او جماعات او افراد .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى