المقالات
رضا داود يكتب في ذكري يناير ..الاقتصاد المصري يتحرر من تبعية امريكا ويتجه شرقا

أحدثت ثورة 25 يناير وما تبعها من ثورة 30 يونيو تغييرا جزريا فى بوصلة العلاقات الإقتصادية المصرية مع العالم الخارجى فبعد تبعية استمرت قرابة الثلاث عقود من العلاقات الإقتصادية المصرية الأمريكية تحررت مصر من تلك التبعية للتجه شرقا لتقيم شراكة إستراتيجية من العلاقات الإقتصادية مع روسيا والصين وهو ما تسبب فى إحداث زلزال إقتصادى وسياسى فى المنطقة
وبدأت محاور تلك العلاقة تتبلور فى زيارات متبادلة بين قيادتى البلدين مصر وروسيا مما اسفر عن توقيع عقد إنشاء محطة الطاقة النووية بالضبعة ليتحقق بذلك حلم طال إنتظارة بالإضافة إلى بدء مفاوضات بين مصر وتجمع الاوراسى للإقامة منطقة تجارة حرة مع هذا التجمع الذى يضم كلا من روسيا ووبيلاروسيا وكازاخستان وأرمينيا وقرغيزستان
ورغم الحادث المؤسف لسقوط الطائرة الروسية فوق سيناء والتى راح ضحيتها نحو 224 راكبا روسيا إلا أنها لم تؤثر على قوة العلاقات الإقتصادية بين البلدين
وطالبت روسيا القطاع الخاص المصرى بإمدادها بالمزيد من الحاصلات الزراعية على خلفية قيامها بوقف استيراد السلع الزراعية والغذائية من أوروبا ردا على العقوبات الإقتصادية التى فرضت على موسكو على خلفية الأزمة الأوكرانية
اما الصين فوقعت مع مصر بعد ثورتى 25 يناير و 30 يونيو عقود بـ 15 مليار دولار لتنفيذ 15 مشروعا تضم 5 مشروعات في مجال الكهرباء منها 4 مشروعات بتمويل طويل الاجل وبشروط ميسرة والمشروع الخامس استثمار صيني مباشر ، وكذلك 6 مشروعات في مجال النقل بتمويل من بنك التصدير والاستيراد الصيني و 4 مشروعات استثمارات صينية مباشرة
وتشمل مشروعات النقل انشاء خط سكة حديد بين القاهرة و العاشر من رمضان و بلبيس بتمويل من بنك التصدير والاستيراد الصيني ومشروع لرفع كفاءة خطوط السكك الحديد المصرية ومشروع لكهربة خط سكة حديد الاسكندرية ابو قير بالاضافة الي مشروع ازدواج وكهربة الاشارات الخاصة بالسكك الحديدية كما تتضمن مشروعات النقل مشروع خاص بتطوير احد ارصفة ميناء الاسكندرية وانشاء محطة متعددة الاغراض
اما فيما يتعلق بمشروعات قطاع الكهرباء فتشمل مشروع محطة كهرباء عتاقة وعيون موسي والحمراوين ومشروع لرفع كفاءة شبكة نقل الكهرباء كما تتضمن المشروعات توسعة للمشروع الصيني لانتاج الفيبر جلاس بالعين السخنة وكذلك التوسع في المنطقة الصينية بشمال غرب خليج السويس بالاضافة الي مشروع لصناعة الجلود بمدينة الروبيكي ومشروع اخر في مجال صناعة الاطارات بالإضافة إلى تقديم قرض للبنك المركزى المصرى بمليار دولار قرض للبنك الأهلى بـ 700 مليون دولار فضلا عم مشروع لإنتاج الإنسولين
ليس ذلك فحسب بل أصبحت الصين الشريك التجارى الأول لمصر بحجم تبادل تجارى تجاوز الـ 10 مليارات دولار سنويا
كما نجحت مصر فى تنظيم اكبر مؤتمر إقتصادى لدعم الإقتصاد المصرى والذى استضافته مدينة السلام " شرم الشيخ فى مارس الماضى وسط مشاركة من 100 دولة وعدد كبير من زعماء العالم وهو ما اعتبره البعض عودة لدورر مصر الإقليمى والدولى ورغم قيمة العقود الإقتصادية الكبيرة التى أسفر عنها المؤتمر والتى تقدر بـ 60 مليار دولار إلا أنه لم يتحقق منها سوى القليل وهو ما يتطلب بذلك مزيد من الجهد من قبل الأجهزة التنفيذية والحكومية للخروج بتلك المشروعات إلى النور
كما نجحت ثورة يناير فى إسقاط اقنعة الفساد لكبار رجال الاعمال فى الدولة والذين اشتغلو بالسياسية فتلاقت مصالحهم على حساب مصلحة الوطن وعلى رأس هؤلاء رجل الأعمال أحمد عز ورشيد محمد رشيد وزير الصناعة والتجارة الأسبق والهارب خارج البلاد وأحمد المغربى وزير الأسكان الأسبق وغيرهم من رموز نظام مبارك بالإضافة غلى وزير المالية الهارب يوسف بطرس غالى
كما دفعت الثورة الحكومات لمراجعة عقود رجال الأعمال الذين تملكو الأراضى فى عهد مبارك لإسترداد حقوق الدولة
ودفعت ثورة يناير إلى وقف الخصخصة التى جرفت الإقتصاد المصرى لصالح حفنة من رجال الاعمال وباعت اصول إستثمارية وإقتصادية ناجحة وعلى رأسها شركات الأسمنت وعمر أفندى وشركات الغزل والنسيج ليس ذلك فحسب بل رفعت قضايا ضدد خصخصة هذة الشركات وقضت المحاكم بعودتها إلى الدولة لماشابها من فساد