العالم
صحيفة أمريكية: احتفال إيران بالاتفاق النووي لن يدوم طويلاً

خرج آلاف الإيرانيين في طهران إلى الشوارع للاحتفاء بعودة وزير الخارجية جواد ظريف إلى البلاد، في أعقاب الإعلان عن التوصل إلى اتفاقية نووية إطارية في مدينة لوزان السويسرية.
وعلى الرغم من أن الاتفاقية الأولية لا تزال بعيدة كل البعد عن كونها اتفاقية نهائية، فإنها تعتبر فوزاً سياسيّاً كبيراً بالنسبة لظريف ولرئيس البلاد حسن روحاني، الذي تولى سدة الحكم في 2013 متعهداً بإنهاء عزلة الجمهورية الإسلامية عن الغرب.
ومن المقرر أن يوجه روحاني كلمة إلى الجماهير يوم الجمعة المقبل، لكنه أعرب يوم الخميس عن استحسانه الاتفاقية بالأسلوب المفضل لدى دبلوماسية القرن الحادي والعشرين، إذ أبان عن "تفضيله" تغريدة ظريف التي أعلن فيها عن إحراز هذا الاختراق (فات ذلك الإعلان التاريخي الأغلبية الساحقة من الإيرانيين، الممنوعين من استخدام تويتر).
وتقول مجلة "سليت" الأمريكية في تعليقها على الاحتفال بالاتفاق: "لم يُدل الزعيم الإيراني الذي يهم رأيه أكثر من كل من سواه، وهو آية الله خامنئي، بتصريح بعد في هذا الشأن، لكن رجل الدين المحافظ آية الله محمد إمامي كاشاني قال أثناء صلاة الجمعة إن المرشد الأعلى أعرب عن تأييده الاتفاقية وأثنى على فريق المفاوضين".
وبحسب المجلة، يعكس رد الفعل تجاه الاتفاقية الانقسام السياسي في البلد، إذ يقال إن الحشود المحتفلة كانت تهتف: "تعازينا يا كيهان ويا إسرائيل". وكيهان هذه هي صحيفة محافظة متشددة عارضت بشدة وعلى طول الخط تنازلات ظريف، ولم يكن رئيس تحريرها مقتنعاً بما آلت إليه الأمور يوم الخميس، حيث قال عن فريق التفاوض: "أعطيناهم حصاناً مسروجاً فأعطونا لجاماً مكسوراً"، وكرر بعض أعضاء البرلمان الإيراني أقوال نظرائهم في كابيتول هل، مطالبين بالحق في مراجعة الاتفاقية، وتعهدوا بألا يؤيدوا أي اتفاقية لا تؤدي إلى الرفع الكامل للعقوبات.
وبدأ يتضح أن توقيت تخفيف العقوبات سيكون العقبة الرئيسة أمام تحقيق تقدم أثناء المرحلة الأخيرة من المفاوضات خلال ربيع هذا العام وصيفه، إذ إن البيان المشترك الصادر عن لوزان يوم الخميس كان مبهماً فيما يخص هذه النقطة، إذ قال إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي سينهيان العقوبات المفروضة من جانبهما على إيران على خلفية البرنامج النووي "بشكل يتزامن مع تحقُّق الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تنفيذ إيران التزاماتها النووية الرئيسة".
وأوضحت الصحيفة وقائع صادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية يوم الخميس أن هذا يعني أن العقوبات لن تُرفع إلا بعد أن تتحقق الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن إيران اتخذت كل الخطوات الرئيسة الواجب عليها اتخاذها فيما يتصل بالبرنامج النووي"، وهذا يجعل الأمر يبدو كما لو أن العقوبات ستُرفع تدريجيّاً مع التحقق من التنفيذ.
ومن شبه المؤكد أن الإنهاء الكامل والفوري للعقوبات ليس بالشيء الذي سيوافق عليه الكونغرس الأمريكي، وبالتالي فهذه قضية كبيرة سيلزم حلها فيما بين وقتنا هذا ويوم 30 يونيو المقبل، الذي ما زال يفصلنا عنه وقت طويل.
وفي تحديث بتاريخ 3 أبريل 2015، قال روحاني في كلمة متلفزة يوم الجمعة "إن إيران ستلتزم ببنود الاتفاقية"، مستدركاً أنه إذا كانت البلدان الأخرى ذات الصلة "تريد اتخاذ مسار آخر، فسوف تكون أمام الأمة الإيرانية أيضاً خيارات أخرى"، وأضاف قائلاً "إن الصفقة تُظهر أن العالم أكد حق إيران في تخصيب اليورانيوم".



