المقالات
امنية الخولي تكتب: طاووس فارس ..حليف الشيطان !

الرسائل السرية بين الرئيس الأمريكي أوباما و المرشد الإيراني خامنئي والمحادثات المليئة بالسرية بين أمريكا و إيران حول برنامجها النووي ، وأمور آخري تهم إستراتيجية أمريكا في المنطقة ، كل ذلك دليل علي الشر الأكبر.
قد تحول الي حليف أكبر وأن الشعارات مثل الموت لأمريكا والموت لأسرائيل التي صدعت رؤوسنا ردحاً من الزمن ليس سوي خداع مضلل للعقول.
فها هو الجنرال قاسم سليمان قائد خليفة القدس الإيراني يصول ويجول في العراق تحت أنظار القوات الأمريكية وبمباركتها إن لم نقل بدعمها، الحوثيون تتوسع نفوذهم ويمتدد أخطبوطهم في محافظات اليمن تحت حماية طائرات (درون) الامريكية التي تقصف مقاتلي القبائل اليمنية و أنصار الشريعة المعارضين للتمدد الحوثي الإيراني في بلادهم، و طائرات الأسد تواصل قتل الشعب السوري بينما طائرات التحالف الامريكي منشغلة بقصف مقاتلي داعش وقتل مئات الابرياء و تهجير الألاف من لا ناقة لهم و لا جمل فيما يجري في مناطقهم تاركة التنظيمات الارهابية الاخري مثل (عصائب الحق ، لواء أبي الفضل العباسي ، مليشيات حزب الله اللبناني) ترتكب أبشع الجرائم الطائفية أي حرب هذه علي الارهاب ؟ ومن يصدق أن امريكا تحارب الارهاب وهي تشارك في صنعه بصورة أو أخري ؟
لأن الذي يستهدف طرفا من الارهابين و يغض الطرف عن أطراف اخري هو بلا أدني شك شريك في صنع الارهاب .
أما ايران فقد حققت نجاحاً في مراوغتها و سياستها المخادعة ووصلت الي مرحلة متقدمة في برنامجها النووي تجعلها في موقف قوي امام محاوريها الغربيين بحيث تفرض ارادتها في لعب دور محوري في المنطقة بعد أن نجحت في الهيمنة علي صنع القرار في العراق و سوريا و لبنان و اليمن ، لذلك نري امريكا تتعامل ببراغمماتيه و انتهازية كبيرتين و الخاسر في هذه اللعبة الاستراتيجية هي الدول العربية والاسلامية التي كانت تري في امريكا صديقا و حليفاً تكرر غدر امريكا بحلفائها كما فعلت مع (شاه ايران و ماركوس الففيلبين) وغيرهما من الحكام الذين وضعوا ثقتهم في امريكا فباعتهم بثمن بخس و ها هي الان تضع يدها في يد من كان يسميها الشيطان الاكبر في تحالف مشبوه ..أساساً ضد العرب و المسلمين السنه بوجه خاص في إطار مخطط إستعماري جديد لتقسيم المنطقة و اغراق شعوبها في حروب طائفية و صراعات مدمرة …ولعل العلاقة بين الغرب وايران تعود جذورها الي ماقبل الثورة الاسلامية فقد كان شاه ايران محمد رضا بهلوي رجل الغرب في المنطقة حتي قرر مساعدة السادات بعد اندلاع حرب اكتوبر فقررت امريكا استبداله بالثورة الاسلامية التي جاءت بالمرشد الايراني الاول الخميني محمولا علي الاعناق من فرنسا حيث كان يعيش ويجري تجهيزه الي ايران حيث الجلوس علي عرش الطاووس الايراني ليستكمل الدور المرسوم وليمهد لثورات اسلامية اخري وقلاقل في المنطقة ولعل هذا يفسر لنا طبيعة العلاقات طيلة العقود الماضية ..اعداء في العلن ..اصدقاء في الغرف المغلقة
لقد أثبت الرئيس الامريكي بمواقفة المترددة و الغامضة أنه يعمل وفق استراتيجية ماكرة تجاه المنطقة برمتها وأيضاً غطرسة اسرائيل وعدوانها المستمر علي الشعب الفلسطيني فهل بقي من يثق بأمريكا و عهودها ؟
هل بقي أحد يصدق إيران و عملائها في لبنان وسوريا و العراق واليمن واشعاراتهم الداعية علي امريكا و اسرائيل بالموت؟
هل بقي أحد يصدق هذه الخرافات ؟ ثم كيف جاءت داعش و من يورد لهم السلاح ويمدهم بالمال.
لقد ظهر (إدوارد سنودن ) و قال إن داعش إنتاج مشترك بين الاستخبارات الامريكية و استخبارات دول اوربية و استخبارات الموساد الاسرائيلي و الاجهزة الثلاثة تعاونت في انشاء منظمة ارهابية جديدة تستقطب المتطرفين من انحاء العالم في مكان واحد هو الشرق الاوسط تطبيقاً لستراتيجية أطلقوا عليها (عش الدبابير )وحتي اذا شككنا في وثائق منسوبة لـ( سنودان) فإن الوقائع علي الارض أثبت بما لا يوفي اليه الشك إن هناك تعاون مكثفا بين اطراف اجنبية و تنظيم داعش الذي أدهش العالم وحد الانسانية فلماذا لم يتحرك داعش تجاه اسرائيل التي تعبث فساداً في المسجد الاقصي و تمعن في قتل الفلسطينيين ثم لماذا لا يهاجم داعش المصالح الايرانية و لا تصل حتي قواته الي الحدود العراقية الايرانية هناك وضع محير و مريب في العلاقات الامريكية الايرانية و ايران جعلت من اسرائيل و امريكا حليفاتها ضد العرب و مصالحهم و مستقبل أجيالهم.
امنية الخولي
كاتبة صحفية
ومذيعة مصرية