المقالات

نبيل صديق يكتب .. زفة الشركات الامريكية بلا طحين

وسط زفة إعلامية نفذتها  غرفة التجارة الأمريكية فى القاهرة فى الصحف والمجلات والفضائيات زار القاهرة وفد ضم  160  مستثمرا أمريكيا يمثلون  66  شركة أمريكية،  ومعهم ديفيد ثورن،  كبير مستشارى وزير الخارجية الأمريكية،  وهذه الزفة تتم كل فترة،  خاصة لو كانت العلاقات بين القاهرة وواشنطن متوترة،  وتحمل الزفة المتكررة كلاما مكرراً  عن رغبة كبرى الشركات الأمريكية فى الاستثمار فى مصر،  والشركات والمستثمرون جاءوا لبحث فرص الاستثمار فى مصر،  وثم يعود الوفد إلى واشنطن وينتهى الأمر حتى يأتى موعد آخر لزيارة جديدة فتبدأ الزفة من جديد بنفس السيناريو ونفس التصريحات الوهمية عن الاستثمار ورغبة الأمريكان العارمة للاستثمار فى مصر،  والحقيقة أن هذه الزيارات تدخل تحت بند رد الزيارات أو الفسحة فى بلاد الفراعنة لأن المحصلة النهائية صفر،  والسياسات الاقتصادية التى تنتهجها أمريكا كما هى لا تتغير،  وفلسفة هذه الزيارات قائمة على ترسيخ التبعية فقط،  حيث تكتفى أمريكا بفكرة المعونات،  وبعض الاستثمارات فى مجال الخدمات مثل البترول أو الخدمات المالية فقط،  بينما لا نرى استثمارات أمريكية فى مصر فى مجالات التصنيع،  خاصة التصنيع الثقيل الذى يصنع اقتصادا قويا ومثيرا،  وأيضا ترفض توقيع اتفاقية تجارة حرة مع مصر لفتح السوق الأمريكية أمام المنتجات المصرية،  سنوات طويلة والولايات المتحدة الأمريكية ترفض توقيع هذه الاتفاقية مع مصر،  فى نفس الوقت وقعت اتفاقيات تجارة حرة مع كل من إسرائيل والبحرين والأردن والمغرب منذ سنوات،  ومع مصر تماطل وتتهرب كل مرة بحجة مختلفة،  آن الأوان أن تغير أمريكا سياساتها الاقتصادية تجاه مصر، مصر لا تريد معونات،  نظام مبارك حصل على أكثر من 160 مليار دولار منح ومعونات من أجل التنمية،  وبعد 30 عاما لا نجد تنمية، مصر تحتاج لاستثمارات توطن الصناعات الثقيلة والتكنولوجيا فى مصر، مصر تحتاج لفتح أسواق جديدة أمام المنتجات المصرية لتسويقها،  وزيادة الصادرات، والزيادة تعنى زيادة حجم الإنتاج،  وتعنى المزيد من فرص العمل أمام الشباب اللاهث وراء فرصة عمل،  وأبرز مثال أمريكا من خلال اتفاقية الكويز فتحت أسواقها أمام الملابس بدون جمارك مما أدى إلى ارتفاع حجم صادرات الملابس من  400  مليون دولار إلى  2  مليار دولار تقريبا،  بينما المعونة الاقتصادية كانت لا تتجاوز الـ250 مليون دولار فقط مما يعنى صادرات سلعة واحدة بدون جمارك تساوى أربع أضعاف المعونة الاقتصادية،  آن الأوان لوضع رؤية جديدة للتعاون مع أمريكا قائم على الشراكة،  وليس التبعية،  رؤية تدعم الاقتصاد المصرى وتحوله للصناعات الثقيلة والتكنولوجيا وفتح الأسواق أمام المنتج المصرى مما يضع مصر على خريطة العالم الاقتصادية، وفى مكانة تليق بمصر وأبنائها وقدراتها وموقعها الجغرافى الاستراتيجى .• 
نقلا عن مجلة صباح الخير 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى