رئيس وحدة الدراسات الإيرانية: إسرائيل مرعوبة من «نووي طهران»| حوار

شنت إسرائيل عملية عسكرية واسعة النطاق، استهدفت من خلالها منشآت نووية وصاروخية إيرانية، بالإضافة إلى اغتيال عدد من العلماء النوويين والقادة العسكريين. العملية وُضعت خطتها منذ بضعة أشهر من الاستعدادات السرية، والتى قد تؤدي إلى توترات كبيرة في الشرق الأوسط، وتنسف فرص التوصل إلى أي اتفاق نووي مع طهران.
وأعلن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي أن بلاده استشعرت خطر التهديد من جانب دولة إيران وامتلاكها أسلحة نووية، وقد تنتقل للحوثيين الذين شنوا هجمات على إسرائيل، لذا كان هدف إسرائيل هو القضاء على القدرات النووية والصاروخية الباليستية الإيرانية.
لكن على الفور، استطاعت إيران أن ترد على الهجوم الإسرائيلي، بإطلاق طائرات مسيرة ومئات الصواريخ الباليستية، وقد نجحت بالفعل من التغلب على أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلي.

وأجرت «بوابة أخبار اليوم»، حوارًا مع الدكتور حامد محمود، رئيس وحدة الدراسات الإيرانية بمركز العرب للدراسات السياسية، حول الصراع الحالي بين إسرائيل وإيران، لمعرف الأسباب التى أدت لذلك وكيف تم اختراق أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، وإلي أي مدى يتطور الصراع.
◄ فى البداية كيف اخترقت إسرائيل الدفاع الجوي لإيران؟
تم تعطيل منظومة الدفاع الجوي لإيران، والتي تضم بطاريات خاصة بالصواريخ، والتي يتم نشرها لحماية المجال الجوي العام لأي دولة، وقد تم تثبيتها وفق استراتيجية محددة. الفكر الدفاعي والبنية الاستراتيجية، مثل وزارة الدفاع وقواعدها والمطارات العسكرية، تستند إلى تحصين هذه المواقع بأنظمة الدفاع الجوي، وهي تشمل كل ما يمكن استخدامه ضد الطائرات المعادية. وبما أن إيران تعمل في مجال تخصيب اليورانيوم، فإنها تُولي أهمية خاصة لتأمين هذه المواقع.
◄ اختراق إلكتروني بشري
أما عن كيفية اختراق هذه الأنظمة، فقد تم ذلك عبر وسائل متعددة، إحداها تقنية البلوتوث، حيث تم الاتصال بها منذ بضعة أشهر بواسطة فرقة كاملة من الموساد الإسرائيلي، بقيادة ضابط مخابرات إسرائيلي، نجحوا في التسلل إلى إيران.

◄ الدكتور حامد محمود
طرق دخولهم إلى إيران كانت محتملة عبر عدة مسارات، أبرزها قاعدة استخبارات إسرائيلية في دولة أذربيجان، التي تقع شمال إيران وتعد من دول آسيا الوسطى. هذه القاعدة معروفة، وتم الإعلان عنها سابقًا، ويُرجح أن لها دورًا في حادث سقوط الطائرة التي كان على متنها الرئيس التنفيذي الإيراني السابق العام الماضي.
◄ طبيعة الحدود الإيرانية
إيران ذات طبيعة جبلية من جميع الجهات، سواء من ناحية العراق، أذربيجان أو باكستان، مما يجعل عملية تأمين الحدود أمرًا بالغ الصعوبة. لذلك، يرجح أن عملية التسلل تمت عبر الحدود الأذربيجانية أو عبر الحدود مع كردستان العراق، خاصة أن حكومة كردستان العراق منحت إسرائيل تسهيلات مرورية عبر أراضيها، وهو أمر أثار الاستغراب.
أما آلية تنفيذ العملية، فقد دخلت فرقة الموساد الإسرائيلي، التي تضم ضباط مخابرات، إلى إيران ونفذت عمليات تمهيدية لتعطيل منظومات الدفاع الجوي، إما عبر تعطيل بشري مباشر أو من خلال اختراق إلكتروني للرموز السرية وكلمات المرور الخاصة بأنظمة الدفاع.
من الأدلة على هذا الاختراق أنه تم نشر مقاطع فديو وصور لأشخاص تقوم بتعطيل بعض البطاريات الخاصة بالصواريخ. تعطلت وعادت إلى العمل لاحقًا بفضل الدعم الفني والتقني المقدم لإيران، من قبل باكستان والصين حيث ساهم بشكل كبير في إعادة تشغيل هذه الأنظمة العسكرية وإعادتها مرة أخرى.
عملية الاختراق شملت أيضًا تعطيل كاميرات المراقبة، مما أدى إلى فتح المجال أمام عناصر التسلل، وهو ما ساعد في تنفيذ العملية دون أن يتم رصدهم.
◄ هل كان هناك تهديدات سابقة بين طرفي الصراع ؟
الحرب لن تأتي فجأة، فإن إيران وإسرائيل تخوضان حربًا بالوكالة، حيث تستخدم إيران ميليشيات مثل حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، والفصائل العراقية الموالية لها، لتوسيع نفوذها.
كانت إيران تتباهى بقدرتها على التحكم في أربع عواصم عربية عبر هذه القوى، إلا أن إسرائيل بدأت في تقويض هذا النفوذ، مستهدفة الميليشيات الحليفة لإيران في سوريا والعراق واليمن، إلى جانب التحرك ضد حزب الله في لبنان والذي يعد الذراع الطويل لإيران .

ترى إسرائيل أن حصول إيران على قدرات نووية يشكل تهديدًا وجوديًا لها، ولهذا فهي تتخذ خطوات استباقية لإضعاف النفوذ الإيراني في المنطقة. ومن المتوقع أن تدخل هذه المواجهة مرحلة جديدة، حيث ستسعى إيران لاستعادة موقعها العسكري والسياسي بعد الضربات التي تلقتها في الفترة الأخيرة.
لم تستطع القوات الأمريكية كسر ميليشيات الحوثيين، حتى تم عقد اتفاق مع إيران بعدم إستهداف السفن الأمريكية فقط وأستجابت إيران حتى تسهل المحادثات مع أمريكا لكن الثانية لم تقدم تنازلاً. وبذلك، أعلنت إسرائيل، أنها كانت تخطت لهذه الحرب منذ 15 ابريل الماضي، بعد أن أنتهت إسرائيل من كسر شوكة حزب الله وكذلك تم إسقاط النظام فى سوريا، وتم تهديد ميليشيات العراق، وأما الحوثيين فتغلبت على أغلبهم.
◄ مواجهة مباشرة
دولة إسرائيل ذات عقيدة سياسية وعسكرية، ترى أن التهديد الرئيسي لها يأتي من الجهات التي تحاربها عبر حروب غير مباشرة أو بالوكالة. ومع تراجع القوى العسكرية الإيرانية وإصابة العديد من رجالها، تحول تركيز المواجهة إلى إيران نفسها، وهو ما يعد أحد الأخطاء الاستراتيجية الإيرانية، حيث لم تتمكن من تعزيز قوتها الدفاعية بشكل كافٍ بعد انهيار النظام السوري، الذي كان حليفًا رئيسيًا لها، ومع تراجع نفوذ حزب الله في لبنان خلال المرحلة الأخيرة.
وبالنظر إلى الاستراتيجية العسكرية، فإن المنطق الدفاعي يعتمد على حماية الحدود عبر مناطق أخرى، أي أن الدول لا تنتظر وصول التهديد إلى عقر دارها، بل تعمل على مواجهته في المناطق الخارجية القريبة، وهو ما اتبعته الحكومة المصرية منذ العصور القديمة، وتحديدًا في زمن الفراعنة، حيث كانت المعارك تُخاض في فلسطين ضد الغزاة مثل الحيثيين والهكسوس قبل أن يتمكنوا من الوصول إلى الحدود المصرية، مما يوفر فرصة أفضل للدفاع عن الدولة.
◄ ما هي المخاوف الإسرائيلية تجاه إيران؟
إسرائيل تؤكد أن امتلاك إيران لأي قدرات نووية أو حتى الاقتراب من امتلاكها يمثل تهديدًا جوهريًا لها، ولذلك تعتمد إسرائيل على استراتيجيات السيطرة في منطقة الشرق الأوسط لضمان تفوقها العسكري. وهذه العقيدة الإسرائيلية تعكس رغبتها في الهيمنة على المنطقة وضمان عدم ظهور قوة إقليمية منافسة لها، سواء كانت إيران أو غيرها.
◄ كيف تعاملت إيران مع الخسائر التى لحقت بها جراء الهجوم الإسرائيلي؟
أما على صعيد المواجهات العسكرية الأخيرة، فقد بدأت إيران باستعادة جزء من قوتها، حيث وضعت خططًا جديدة لتعزيز موقعها العسكري، بعد أن تمت إعادة ترتيب الصفوف القيادية العليا. وفي الدول الكبرى مثل إيران أو مصر، فإن المؤسسات العسكرية والسياسية تمتلك القدرة على تعويض الخسائر بسرعة من خلال الأجيال الجديدة من القادة.
اقرأ أيضا| «إسرائيل تضرب وإيران ترد».. هل يشهد الشرق الأوسط مواجهة نووية| صور
بدأت إيران في تجديد مخزونها العسكري بدعم مباشر من الصين وباكستان، حيث ساهمت الصين في تعزيز تشغيل أنظمة الدفاع الجوية والبطاريات الصاروخية، وأرسلت الدعم التقني اللازم لذلك. هذا الدور الصيني يعكس مدى النفوذ الذي تتمتع به، خاصة مع امتلاكها لمنشآت عسكرية وتقنية متطورة للغاية، وهو ما بدا واضحًا خلال المواجهات بين باكستان والهند.

كذلك بدأت روسيا تدخل على خط الأزمة مع الولايات المتحدة الأمريكية والتحدث بضرورة وقف الصدام. إيران استطاعت أن توجه ضربات قاسمة لإسرائيل وإصابتها بحالة من الذعر.
◄ كيف تسير الأمور داخل إسرائيل بعد رد إيران على الهجوم الإسرائيلي؟
التحليل العام للوضع يؤكد أن إسرائيل تمر بحالة من التوتر الشديد، إذ تشير التقارير إلى مغادرة أكثر من 630 ألف إسرائيلي البلاد منذ 7 أكتوبر 2023، بسبب تصاعد هجمات حركة حماس. هؤلاء غادروا إلى دول أخرى يحملون جنسياتها، ثم عاد بعضهم لاحقًا إلى إسرائيل. في المقابل، الملايين من الإسرائيليون يعيشون في ظروف صعبة داخل الملاجئ، في ظل استمرار التصعيد العسكري.
على المستوى الاستراتيجي، تتجه التطورات نحو مرحلة جديدة، حيث يتم البحث عن اتفاق واسع النطاق لتحديد ملامح الوضع العسكري والسياسي، ومن المتوقع أن تستغرق هذه المباحثات فترة زمنية تتراوح بين أسبوع إلى ثلاثة أسابيع.
◄ ماذا عن رد إيران على هجوم إسرائيل؟
أثارت الضربة التي وجهتها إيران إلى إسرائيل، العديد من التساؤلات حول مدى تأثيرها، فبينما يرى البعض أنها حققت اختراقًا في المجال الدفاعي الإسرائيلي، يرى آخرون أنها لم تكن ذات تأثير استراتيجي كبير.
لكن فى الحقيقة أن إسرائيل خططت مسبقاً لتنفيذ عمليات هجومية منذ عدة أشهر، بينما جاءت الضربة الإيرانية كرد فعل، وهو ما يحدد طبيعة الإنجاز العسكري ونوعيته.

تتأثر إسرائيل، نظراً لصغر مساحتها، بشدة بالهجمات المستمرة، سواء بالصواريخ الباليستية أو الطائرات المسيرة. في المقابل، فإن الضربات الإسرائيلية غالبًا ما تكون محددة الأهداف، إذ تستهدف قيادات بارزة أو منشآت نووية، ولكن العديد من المنشآت النووية الإيرانية محصنة على عمق يصل إلى 800 متر داخل الجبال، كما هو الحال مع منشأة “نردو”، بينما المنشآت التي تم استهدافها، مثل “نطنز”، تعد أقل تطورًا وتمثل من الناحية الاستراتيجية.
وفيما يتعلق بالمخاطر، يرى المحللون أن أي استهداف مكثف لهذه المنشآت قد يؤدي إلى تسرب إشعاعي، وهو ما لم يحدث حتى الآن، مما يشير إلى أن الأهداف كانت رمزية أكثر منها تدميرية ، كما أن إيران خصصت بعض منشآتها العسكرية في المناطق الجبلية لتوفير الحماية لها، ما يجعل تدميرها أمرًا صعبًا. .
◄ كيف اخترقت إيران الدفاع الجوي لإسرائيل؟
تمكنت إيران من اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية، رغم امتلاك إسرائيل عدة أنظمة دفاعية متطورة، من بينها نظام “آرو” الأمريكي، ونظام “ثاد” الأمريكي، إضافة إلى نظام “درع داود” الإسرائيلي. هذه المنظومات الدفاعية تعمل على تعزيز الحماية الجوية عبر عدة طبقات، مما يجعل اختراقها أمرًا بالغ الصعوبة، إلا أن إيران تمكنت من استغلال نقاط الضعف في هذه المنظومات الدفاعية لتنفيذ ضرباتها العسكرية.
عندما تملك إيران القدرة على إطلاق عشرات الصواريخ الباليستية دفعة واحدة، يصبح من المستحيل على أي منظومة دفاعية أن تعترضها جميعًا في وقت واحد. فمثلًا، إذا أطلقت إيران 50 صاروخًا، ثم تبعتها موجة أخرى تتجاوز 100 أو حتى 250 صاروخًا، فإن أي نظام دفاعي سيجد نفسه أمام تحدٍ كبير.

آليات المواجهة الدفاعية في الواقع، لا يستطيع أي نظام دفاعي التعامل مع إطلاق متزامن لمئات الصواريخ دفعة واحدة، ما يجعل إسرائيل في وضع حرج أمام هذا النوع من الهجمات. لهذا السبب، طلبت إسرائيل من الولايات المتحدة، منذ يوم أمس، تعزيز منظومتها الدفاعية عبر دعم إضافي لتعويض النقص الذي أحدثته الضربات المتكررة والحصول على المزيد من الإمدادات .
◄ كيف تعامل الإعلام الإسرائيلي مع الأمر؟
الموقف الإسرائيلي والإعلام العسكري خلال متابعتي للتصريحات الأخيرة، لاحظت أن إسرائيل في البداية عبرت عن تفاؤلها بنجاح عملياتها ضد إيران، لكنها فوجئت لاحقًا بكثافة الهجمات الإيرانية، وخصوصًا الصواريخ الباليستية التي تسببت في اضطراب حساباتها. المفارقة تكمن في التغطية الإعلامية الإسرائيلية، حيث يتم فرض تعتيم إعلامي محكم منذ 7 أكتوبر 2023، مما يجعل نشر المعلومات الصادرة عن الحكومة الإسرائيلية محدودًا للغاية.
إسرائيل تحرص على الحفاظ على صورتها كقوة لا تُهزم، ولهذا السبب، يتم تقنين التصريحات الإعلامية. على سبيل المثال، يتم الإشارة إلى أن الأضرار كانت طفيفة جدًا، مثل القول بأن امرأة إسرائيلية واحدة فقط قتلت، بينما الواقع يعكس صورة أكثر تعقيدًا، حيث تم تدمير مبانٍ وانهيارها بفعل القصف.

وتسعى دائما إسرائيل لأستمرارالحرب الإعلامية والتعاطف الدولي لذا أعلنت عن عدد الذين توفوا بشفافية خلال المواجهة العسكرية الأخيرة مع حركة حماس،حيث تبنّت إسرائيل سياسة الإعلان عن مقتل شخصيات بارزة، بهدف تحريك الرأي العام وكسب التعاطف الدولي.
وفى معارك أخرى يحدث تكتم على عدد الوفيات الحقيقية فهذه جزء من الاستراتيجية الإعلامية التي تهدف إلى الحفاظ على صورة إسرائيل القوية، وإظهار أنها لا تتعرض للهزيمة، حتى لو كانت هناك خسائر فعلية على أرض الواقع.
◄ هل هناك توافق فى القوة بين إيران وإسرائيل؟
نعم هناك توافق ضمني في الحرب بين إيران وإسرائيل، حيث تلعب القوى الإقليمية دورًا محوريًا في التوازن العسكري بالمنطقة، على سبيل المثال، تعد باكستان واحدة من الدول الكبرى التي دعمت إيران، خصوصًا أن رد الفعل المصري كان قويًا جدًا، حيث أصدرت الحكومة المصرية بيانًا حازمًا يؤكد رفضها لأي مساس بالسيادة الإقليمية.

رغم كل التصعيد، فإن إيران تواصل السعي للحصول على قوة ردع نووية، ويُقال إنها قادرة على تصنيع سلاح نووي خلال خمسة إلى سبعة أيام فقط. وهذا يعتمد على مستوى تخصيب اليورانيوم الذي وصل إلى نسب تتراوح بين 60% و80%، وفقًا لتقرير حديث صادر عن الوكالة الدولية للطاقة النووية رغم أن النسبة المتاحة لها هى ألا تتجاوز 4%.
◄ ما هو الردع النووى؟
مفهوم الردع النووي يشير إلى أن إذا صنعت إيران سلاحًا نوويًا، فلن يكون الهدف منه بالضرورة شن هجوم مباشر على إسرائيل، بل سيستخدم لتحقيق توازن الردع، كما هو الحال بين الهند وباكستان، حيث تمتلك كل منهما قدرة نووية تمنع الطرف الآخر من المجازفة بمواجهة عسكرية شاملة.
على سبيل المثال دولة الصين، عندما امتلكت القنبلة النووية عام 1962، أصبحت بعدها عضوًا دائمًا في مجلس الأمن، ليس بسبب عدد سكانها، بل لأن امتلاكها للأسلحة النووية منحها مكانة سياسية أكبر في النظام العالمي. ومن هنا، يمكن فهم استراتيجية إيران، حيث ترغب في امتلاك هذا السلاح لتفرض وجودها على الساحة الدولية.
الحياة نيوز موقع إخباري شامل يهتم بتغطية كافة الأحداث على المستوى الدولي والمحلي ورصد أهم الأخبار والاقتصاد أسعار الذهب ،البورصة المصرية ،أخبار الرياضة ،محافظات ، حوادث ، أخبار التعليم .