تحذيرات من ذوبان الجليد البحري في القطب الشمالي أسرع من المتوقع

  • 5
ارشيفية

يحذر العلماء من أن القطب الشمالي قد يكون خالياً من الجليد البحري، قبل عقد من الزمن مما كان متوقعاً في السابق، وهو مؤشر آخر واضح على أن أزمة المناخ تحدث بشكل أسرع من المتوقع، حيث يواصل العالم ضخّ التلوث المؤدي إلى ارتفاع حرارة الكوكب.


ووجدت دراسة جديدة نُشرت، يوم الثلاثاء، في مجلة Nature Communications (ناتشور كوميونيكيشن) أن الجليد البحري في القطب الشمالي يمكن أن يختفي تماماً خلال شهر سبتمبر في وقت مبكر من ثلاثينيات القرن الحالي.

وأفاد العلماء أنه حتى لو قام العالم بإجراء تخفيضات كبيرة في تلوث ارتفاع درجة حرارة الكوكب اليوم، فإن القطب الشمالي لا يزال بإمكانه أن يشهد فصول الصيف خالية من الجليد البحري بحلول عام 2050.

وحلل الباحثون التغييرات من 1979 إلى 2019، وقارنوا بيانات الأقمار الصناعية المختلفة والنماذج المناخية لتقييم كيفية تغير الجليد البحري في القطب الشمالي.

ووجدوا أن انخفاض الجليد البحري كان إلى حد كبير نتيجة للتلوث الذي يسببه الإنسان ، وتسبب في ارتفاع درجة حرارة الكوكب، وأن النماذج السابقة قللت من شأن اتجاهات ذوبان الجليد البحري في القطب الشمالي.


ما أسباب الظاهرة؟

وعن أسباب هذه الظاهرة، أجرى موقع 24 مقابلة عبر الهاتف مع استشاري المناخ والتنمية المستدامة الدكتور سمير طنطاوي، الذي قال إن الأمر ليس جديداً، بل إن هيئات حكومية ودولية أصدرت تقريراً في مارس (آذار) 2022 قالت فيه إن ثلوج القطب الشمالي ستذوب في نهاية 2030، لكن التقرير اليوم تضمن معلومة جديدة مفادها قرب النطاق الزمني لذوبان الثلوج.

ويضيف الدكتور طنطاوي أن هذا الأمر كان محل اهتمام المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، التي أطلقت تحذيراً شديداً بخصوص سرعة وتيرة ذوبان الأنهار والصفائح الجليدية، كما أن وكالة ناسا أعلنت في مايو (أيار) نسبة تركيز غاز ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي، إذ بلغت وفقاً للوكالة 242 جزءاً في المليون، وهذا يعني زيادة في تركيز الغاز المسبب للاحترار العالمي الناتج عن احتراق الوقود الأحفوري، وهذا يعادل أيضاً ارتفاع درجة حرارة المناخ درجتين مئويتين.

وينبه استشاري المناخ والتنمية المستدامة إلى أن اتفاقية باريس للمناخ دعت وبشكل فوري إلى تخفيض انبعاثات الكربون بهدف خفض درجة حرارة الكوكب.


ويشير الدكتور طنطاوي إلى نقطة بالغة الأهمية في حديثه لـ 24، إذ يقول إنه حتى لو بدأ العالم اعتباراً من اليوم بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة، فإنه لن تظهر نتائج فورية، لأن هذه الغازات لها سلسلة عمرية معينة داخل الغلاف الجوي، وبالتالي فهو بحاجة إلى فترة زمنية لتنظيف نفسه.

يؤكد استشاري المناخ والتنمية المستدامة أن العالم يمتلك فرصة قوية في مؤتمر COP28، ولاسيما إذا تضافرت الجهود والإرادة السياسية لكل الأطراف، وسيكون هناك مهمة أمام المؤتمر حيث ستطرح فيه المراجعة الأولى للجهد الدولي في خفض الانبعاثات الحرارية وبالتالي إصدار تقرير تقييمي مفصل حول جهود الدول الأطراف في الحفاظ على البيئة.

يختم الدكتور طنطاوي حديثه بالقول إن COP28 سيطالب العالم بالحد من الاكتشافات النفطية، واستخدام الطاقة النظيفة والمتجددة أملاً في الوصول إلى بيئة آمنة.

ارشيفية