دينا ربيع تكتب.. اضطراب مابعد الصدمة قد يصيب من يشاهد الحرب عبر الشاشات

  • 99
دينا ربيع أخصائية نفسية وباحث دكتوراة في علم النفس الطفولة


     عند بداية الحديث عن الحرب أول مايطرأ في الأذهان أن إضطراب مابعد الصدمة. يصيب من عاش داخل الحرب، لكن الواقع فأن إضطراب مابعد الصدمة قد يصيب أيضاً وبنسب أكبر من هو بعيد عن الحرب،ذلك الأضطراب يعني الأحساس بعدم الأمان والتوتر الشديد مع مشاعر الأكتئاب فهو يرجع إلي نوع المُتلقي للأخبار ومدى تعامل مشاعره مع الموقف وإعتماده علي التصفح السلبي فقط.


    فالهدف الأساسي للحرب هو ليس تكسير بيوت وأوطان فقط !!، إنما هو تكسير نفوس وإحساس بالعجز; لذلك مهم الثبات الأنفعالي وعدم الأحساس بالعجز وهو مايسمى (Cold Mind ، موجوع ومتأثر لكن عارف أنا هعمل أيه) فالمرونة النفسية مهمة .


    لكن ماذا عن الأطفال عند مشاهدتهم لتلك المشاهد من الدماء والأشلاء كما هو منتشر من مقاطع فيديو فأن أول شعور لديهم هو إحساسهم بعدم الأمان، وأن أطفال مثلهم  أنتزع منهم عناصر الأمان الأساسية (أكل، بيت، حياة)  فقد يصيبهم قلق شديد وتوتر;  والمفزع أيضاً في الأمر هو عدم قدرتهم عن التعبير عن مشاعرهم. مما يظهر علي سلوكياتهم عنف شديد أو إنطواء وخوف وقلق.


     ولأختلاف المراحل النفسية، والقدرات العقلية، تختلف طرق التحدث معهم بشأن القضية الفلسطينية.

 فعليك ان تكون بسيطاً، ومطمئناً فليس مناسب إطلاقاً أن يشاهد الأطفال  نمط فيديو عنيف، وقتل، وأشلاء من الجثث  وفيديوهات لايتحملها الكبار من الأساس; لأنها تسبب الخوف الشديد، وتجعل الأطفال يتعرضون للكوابيس وأنواع مختلفة من الأضطرابات النفسية، حيث أن ممكن أن يصاب بالقلق والتوتر.


     ولتوصيل مايتعلق بالقضية الفلسطينية للأطفال، هي أن لكل محنة منحة،  أن هناك دولة تريد أن تحتل دولة وتحتل أرضها بالقوة، ولا يمكن  أن يترك الفلسطنيون أرضهم ووطنهم.. ويعد هذا الجانب الأيجابي للحرب للطفل وهي فكرة التمسك والأنتماء للوطن. والتركيز علي الجانب الإيجابي مهم من تقديم المساعدات المختلفة، ونزع التركيز من المعاناة .


    وبالنسبة للأطفال الفلسطنيين ومعايشتهم لواقع الحرب والتفجيرات، فمهم توفير الدعم النفسي، فمثلما يتم توفير إدخال الطعام، يجب علي الحكومات إدخال مختصين ببرامج لتعديل السلوك، وتخفيف آثار إضطراب كرب مابعد الصدمة من أزمة الحرب، والتخفيض من شدة الشحنات الأنفعالية لمشاهد العنف التي شاهدها وعاشها واقعها هؤلاء الأطفال. فالأطفال في فلسطين أعتادوا علي تلك المشاهد ولكن يبقى آثارها، فهولاء الأطفال تزداد لديهم بكل جدية المطالبة بإسترداد أوطانهم.


دينا ربيع أخصائية نفسية وباحث دكتوراة في علم النفس الطفولة