«التكيات الخيرية».. نقطة الأمل الأخيرة للغزيين في رفح للحصول على الطعام
مع تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة بعد مضي نحو خمسة أشهر على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، اتجه النازحون نحو أبواب الجمعيات الخيرية، بحثًا عن لقمة عيش تخفف عنهم أوزار الجوع.
وبينما تتضاءل الخيارات أمامهم للحصول على الطعام في ظل شح المساعدات الإنسانية بسبب القيود الإسرائيلية التي تعرقل دخول المساعدات الضرورية إلى القطاع، تظل التكايا الخيرية نقطة الأمل الأخيرة التي يمكن أن تحافظ على بقائهم على قيد الحياة وتسد جزءًا من حاجاتهم الأساسية.
وفي شوارع رفح جنوب القطاع، تمتد الطوابير المكتظة بالنازحين، حيث ينتظر المواطنون وجبات الطعام التي توزعها إحدى الجمعيات الخيرية المحلية.
فحتى الأطفال يقفون أمام مواقع توزيع الطعام، ويمسكون قدورهم الفارغة بأيديهم المرهقة، وينتظرون بشغف ولهفة للحظة وصول وجبة الإفطار التي تملأ بطونهم الجائعة أثناء شهر رمضان.
وتعتمد العديد من الأسر النازحة في رفح على الطعام المجاني في تكية رفح الخيرية، وذلك بعد أن ضاقت بهم الدنيا يومًا بعد يوم وانقطعت سبل عيشهم ورزقهم بسبب الحرب الإسرائيلية، بينما يسعى العاملون في هذه الجمعيات الخيرية إلى توفير كل ما يمكن من الطعام لسد جوع الآلاف من الأطفال والنساء والرجال.
وقال مشرف توزيع المواد الغذائية، محمد الدلو: “إننا ندرك تمامًا أن التكية أصبحت الحياة لمعظم الناس النازحين هنا في رفح، حيث لم يعد كل فرد قادرًا على تأمين متطلبات الحياة اليومية، خاصةً مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية”، وذلك بحسب “العربية” الإخبارية.
وأكدت إحدى النازحات في رفح على أهمية هذه التكايا الخيرية قائلة: “لولا وجبات التكية الخيرية، لم نكن سنجد ما نأكله، فكل يوم نقوم بزيارة التكايا الخيرية ونحمل بيدينا أطباق الطعام، وفي يوم أمس حصلت على بعض العدس والأرز التي توزعها هذه الجمعيات بلا مقابل”.
وأشار مفوض الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، فولكر تورك، اليوم الثلاثاء 19 مارس، إلى أن القيود التي تفرضها إسرائيل على دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة قد تمثل جريمة حرب.
وأكد تورك، على أن سبب المجاعة في قطاع غزة تعود إلى القيود التي تفرضها إسرائيل على دخول المساعدات الإنسانية، وذلك مع استمرار الحرب على غزة.
وطالب فولكر في بيان صادر اليوم بضرورة اتخاذ إجراءات فورية لمنع المجاعة القادمة في غزة، مشيرًا إلى أن تحذيرات الأمم المتحدة في هذا الصدد لم تلقَ الاهتمام الكافي، وفقًا لوكالة “وفا” الفلسطينية.
وأوضح مفوض الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أن استمرار القيود الإسرائيلية على وصول المساعدات إلى غزة، واستمرار هجمات إسرائيل، يمكن أن يفتح الباب أمام استخدام “التجويع كوسيلة للحرب”، وهو الأمر الذي يعتبر جريمة حرب.