افريقيا

السودان: قوات الدعم السريع تعلن عن التوصل لاتفاق هدنة جديد

أعلنت قيادة قوات الدعم السريع في السودان عن هدنة ثانية لمدة 24 ساعة تبدأ من الساعة السادسة من مساء اليوم الأربعاء 19 أبريل الجاري.


وجاء في بيان إعلان الهدنة، والذي نُشر على الحساب الرسمي للقوات على موقع تويتر، “تمت الموافقة على هدنة لمدة 24 ساعة تبدأ من الساعة السادسة من مساء اليوم الأربعاء وحتى السادسة من مساء يوم غد الخميس”.


وأكدت قوات الدعم السريع في البيان بقولها: “التزامنا التام بوقف كامل لإطلاق النار ونأمل أن يلتزم الطرف الآخر بالهدنة حسب التوقيت المعلن”.


وأصدرت قيادة الجيش بيانا أدانت فيه الهجمات التي شنتها من تسميهم بعناصر من المليشيا المتمردة على مواقع بمحيط القيادة وقوات الحرس الجمهوري، لكنها أشادت بعناصرها الذين تمكنوا من تكبيد من سمته العدو خسائر والسيطرة على كميات من الذخائر والرشاشات المتوسطة والخفيفة والأسلحة الشخصية و24 عربة لاندكروزر تركوها خلفهم.


واستنكر بيان الجيش تعرض فرع البنك المركزي في شارع البلدية في العاصمة الخرطوم للنهب من قبل قوات الدعم السريع وإضرام النار فيه، مؤكدا تصدي أفراده للهجوم ودحره واستعادة بعض المسروقات وهي مبالغ مالية طائلة تم التحفظ عليها لتسلم لرئاسة البنك.

وأكد البيان على تماسك القوات والتزامها بأداء واجبها الوطني، لكنه لم يعلق على إعلان الهدنة من طرف قوات الدعم السريع.


أقرأ ايضا: طائرة عسكرية مصرية هبطت في السودان مع بدء الهدنة وتسلمت الجنود المصريين

وكان وقف أول لإطلاق النار لأسباب إنسانية ولمدة 24 ساعة، اتفق عليه الجيش السوداني، بقيادة الفريق عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، التي يقودها الجنرال محمد حمدان دقلو “حميدتي”، قد انهار في غضون دقائق من الاتفاق عليه يوم أمس الثلاثاء.


ولا تزال أعداد كبيرة من سكان العاصمة السودانية الخرطوم تفر مع استمرار القتال لليوم الخامس في وسط المدينة، خاصة في محيط القيادة العامة للقوات المسلحة ومطار الخرطوم.وأصبح المدنيون المحاصرون في منازلهم يشعرون باليأس بشكل متزايد، عقب وقوع موجة جديدة من الانفجارات صباح الأربعاء.وشوهد مقاتلون من قوات الدعم السريع شبه العسكرية وهم يتجولون في الشوارع في عربات مدرعة وشاحنات صغيرة، بينما أطلقت طائرات الجيش النفاثة صواريخ على أهداف قوات الدعم السريع.وقال شهود عيان إن الشوارع المحيطة بوزارة الدفاع والمطار تناثرت فيها الجثث.


ولا يزال عدد من العاملين في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون محتجزين في مباني الهيئة بمدينة أمدرمان منذ يوم السبت، ويواجهون خطر التعرض لإصابات مميتة جراء القتال الدائر بالقرب من مباني الهيئة.


وناشدت نقابة الصحفيين السودانيين جهات الاختصاص والمنظمات الدولية بالتدخل العاجل والفوري لإجلاء ما تبقى من العاملين بالهيئة.


كما ناشدت النقابة السلطات بضرورة الالتزام بالهدنة المعلنة وفتح مررات آمنة لإجلاء العالقين.هذا وأعلنت الحكومة اليابانية الأربعاء أنها تستعد لإجلاء مواطنيها من السودان لتصبح بذلك أول دولة أجنبية تسحب مواطنين من السودان.


وقال المتحدث باسم الحكومة اليابانية، هيروكازو ماتسونو، إن نحو 60 يابانياً موجوداً في السودان، من بينهم موظفو السفارة.


وصرح في مؤتمر صحفي طارئ أن وزارة الدفاع بدأت “الاستعدادات الضرورية” لعمليات الإجلاء مع تدهور الوضع الأمني هناك.


وتخطط السفارات الأجنبية والأمم المتحدة لعمليات إجلاء موظفيها عقب اجتياح مقاتلين لمجمعات وكالات الإغاثة.وتقول الأمم المتحدة إن نحو 200 شخص تأكدت وفاتهم، فيما فاقت أعداد الجرحى الألف جريح.


مساع للوساطة

وكان زعماء أفارقة إقليميون قالوا إنهم سيحاولون السفر إلى السودان اليوم للتوسط في إنهاء القتال بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع.


لكن تقارير أفادت بإيقاف قادة كينيا وجيبوتي وجنوب السودان مؤقتا محاولتهم للوصول إلى السودان من أجل التوسط بين الجنرالين المتنافسين الذين تقاتل قواتهم من أجل السيطرة على السلطة.


وأكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، خلال إتصال هاتفي مع وزير خارجية المملكة المتحدة جميس كليفرلي اليوم الأربعاء، على أهمية التوصل لوقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن، وضرورة التعامل مع النزاع القائم باعتباره شأن داخلي، وامتناع أي طرف خارجي عن التدخل بشكل يؤجج الصراع.


وبحسب بيان الخارجية المصرية، أعرب كليفرلي عما وصفه بقلق بلاده البالغ من تطورات الأحداث في ظل ما تشير إليه كافة المؤشرات من تدهور كبير للأوضاع الأمنية.


ويخشى القادة الأفارقة، بعد أن باءت جهود الوساطة الدولية بالفشل، من تدهور الأوضاع وتحولها إلى حرب أهلية.

آخر التطورات:


استيقظت العاصمة السودانية الخرطوم على إطلاق نار كثيف الأربعاء، على الرغم من هدنة استمرت 24 ساعة اتفق عليها في اليوم السابق تحت ضغط أمريكي لوقف القتال الذي تسبب في أزمة إنسانية.



وترددت أصداء إطلاق النار في صور بثتها وسائل إعلام عربية من الخرطوم صباح الأربعاء، وسمع دوي أعيرة نارية بعد دقائق من الموعد المتفق عليه، وهو السادسة مساء الثلاثاء، بحسب توقيت غرينتش، لبدء وقف إطلاق النار.


وتبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية المنافسة الاتهامات بعدم احترام وقف إطلاق النار. وقالت القيادة العليا للجيش إنها ستواصل عملياتها لتأمين العاصمة ومناطق أخرى.


وتسبب القتال في اندلاع ما وصفته الأمم المتحدة بأنه كارثة إنسانية، من نذرها الانهيار الوشيك للنظام الصحي.


وعلق برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة عملياته بعد مقتل ثلاثة من موظفيه جراء القتال الدائر.


وقال الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، وهو من المنظمات التي كانت تقدم المساعدة للسودان، لبي بي سي إن الوضع الإنساني هناك مريع وإن مساعدة الناس أصبحت مستحيلة.


وأضاف جان إيغلاند: “كان هناك قبل ذلك 15.8 مليون شخص في حاجة ماسة إلى الإغاثة الإنسانية. وكان هذا هو أفضل تقدير لدينا لأسوأ وضع يمر به السودان خلال عقد من الزمان، وعقب اندلاع القتال، أصيبت جهود المساعدة بالشلل تقريبا”.

وقال: “لا يمكنك العمل عندما يكون هناك قتال في كل مكان، وعندما تكون القيادة على الطرق غير آمنة، وعندما يكون المطار مغلقا”.


وقال جان إيغلاند إن بعض زملائه قتلوا، وإن “العديد من منشآت المجلس النرويجي نهبت، وتعرض موظفو المنظمات الإنسانية إلى تهديد السلاح. وتعرض بعض الزملاء للإيذاء الجنسي”.


وتنفي قوات الدعم السريع السودانية ادعاءات النهب وتلقي باللوم على ميليشيات تعود إلى عهد البشير.


كما نفت قوات الدعم السريع أن يكون أفرادها ارتكبوا جرائم خلال القتال المستمر مع الجيش، من بينها ما قيل عن نهب المنازل في الخرطوم ومناطق أخرى واقتحامها.


واتهمت قوات الدعم السريع في منشور على صفحتها على فيسبوك في 19 أبريل/نيسان ما سمته الميليشيات التابعة لنظام الرئيس المخلوع عمر البشير بارتداء زيها الرسمي والقيام بأعمال نهب من أجل تشويه سمعتها.


وكان الجيش السوداني قد اتهم مرارا قوات الدعم السريع بارتكاب أعمال نهب واقتحام مستشفيات وإحراق سوق في بحري شمال الخرطوم.


واتُهمت القوات شبه العسكرية باستخدام المدنيين دروعا بشرية.


قصف للمستشفيات


وقالت نقابة أطباء سودانيين إن 39 مستشفى من بين 59 مستشفى في العاصمة الخرطوم والولايات المجاورة أصبحت “خارج الخدمة” لأن القتال بين القوات المسلحة المتناحرة الذي اندلع في 15 أبريل قلص المساعدات الإنسانية.

وقالت اللجنة المركزية لأطباء السودان في بيان على فيسبوك الأربعاء إن 20 مستشفى فقط يعمل بشكل كامل أو جزئي.


وأضافت اللجنة: “من بين المستشفيات التي توقفت عن العمل، هناك تسعة مستشفيات تعرضت للقصف و16 مستشفى تعرض للإخلاء القسري”.


اتهامات بالتدخل الخارجي


واتهمت القوات المسلحة السودانية “أطرافا إقليمية ومحلية” لم تسمها بدعم قوات الدعم السريع شبه العسكرية في معركتها مع الجيش، بحسب ما أفادت به وكالة أنباء السودان الرسمية (سونا) الثلاثاء.


وذكرت الوكالة أن “المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة أكد أن هناك معلومات دقيقة عن فصول المؤامرة ومؤشرات قوية على ضلوع أطراف إقليمية ومحلية، وهو ما سيكشف عنه في الوقت المناسب”.


وقالت القوات المسلحة السودانية أيضا إن القوات شبه العسكرية واصلت الاشتباك مع الجيش في العاصمة الخرطوم وحملت قوات الدعم السريع مسؤولية “حرق سوق الخرطوم بحري”.


وأضاف الجيش “استمروا في مضايقة وترهيب المواطنين في مختلف المناطق داخل العاصمة وخارجها”.




مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى