مصر

الوزراء يستعرض التطورات المتسارعة للذكاء الاصطناعي واستخداماته

 والتي تصدر بشكل شهري بهدف إلقاء الضوء على التطورات الكبيرة والمتسارعة للذكاء الاصطناعي واستخداماته في مختلف المجالات “الأمنية، والطبية، والتعليمية، والصناعية، والتجارية” وغيرها من المجالات، وأشار المركز أن النشرة تهدف أيضاً إلى استشراف مستقبل الذكاء الاصطناعي، وتحليل أبعاده وانعكاساته محليًا وعالميًا خاصًة في ظل التطور المذهل في تقنياته، كما يضم العدد مجموعة من أبرز الأخبار والمعلومات والأحداث المتناولة عن الذكاء الاصطناعي حول العالم، وأهم المصطلحات والمفاهيم التعريفية عنه، وآراء ورؤى أبرز الشخصيات والخبراء عن الذكاء الاصطناعي وتداعياته المستقبلية. 




أشار مقال العدد إلى إسهامات الذكاء الاصطناعي في تحديث وتطوير النظم العسكرية، حيث أسهم في تخطيط ودعم العمليات العسكرية وأصبح أداة رئيسة في عمليات الدفع والردع، بالإضافة إلى دوره في قلب موازين القوى وذلك نظرًا لدوره المحوري في تسريع عملية اتخاذ القرارات واستجابة القادة بشكل كبير، وهو ما يسمح بمعالجة المعلومات بشكل أسرع، كما يسهم الذكاء الاصطناعي في تغيير شكل الأسلحة في المعركة وخفض أعداد الجنود وأبرز الأمثلة “الطائرات والدبابات والغواصات” والتي يمكنها القيام بمختلف العمليات العسكرية بواسطة التحكم عن بعد.


كما سلَّط المقال الضوء على “أجيال الحروب” فقد صنف خبراء الفكر العسكري الحروب تصنيفًا دقيقًا حسب الفترات التي دارت فيها وكذلك بحسب المعدات التي اُستخدمت فيها، فكانت حروب الجيل الأول وحتى الجيل السادس، واختص كل جيل من الحروب بنوع معين من التكتيكات والعمليات ونوعية الأسلحة والمعدات المستخدمة فيها، كما أن أجيال الحروب غير محددة بزمن وعدد سنين بل هي رهن لطبيعة الحرب ذاتها وتطورها الذي عادةً ما يصاحب التطور الفكري والتقني للأمم والشعوب؛ فالعصور الوسطى شهدت هيمنة فكرة الدين، ثم جاء عصر التنوير ليشهد هيمنة العقل، بعد ذلك جاءت مرحلة القرنين التاسع عشر والعشرين لتشهد هيمنة النزعة القومية، إلى أن وصلنا إلى الألفية الثالثة ليهيمن العلم والتكنولوجيا.


استعرض العدد حصاد الذكاء الاصطناعي في المجالات المختلفة على النحو التالي:


– أولًا حصاد التطبيقات الحديثة وجاء من أبرزها تطوير اليابان روبوت رباعي العجلات يُدعى “أرتشاكس” يمزج عددًا من المجالات التي تتفوق فيها اليابان منها صناعة السيارات والرسوم المتحركة والروبوتات والألعاب الإليكترونية، كما قام علماء صينيون بتصميم روبوتًا لاصقًا يمكنه العمل تحت الماء، وطوَّر فريق علمي بقيادة باحثين من جامعة “نورث وسترن” الأمريكية أول ذكاء اصطناعي حتى الآن يمكنه تصميم الروبوتات في ثوان، وأعلنت حكومة المملكة المتحدة عن الكمبيوتر العملاق والذي سيكون قادرًا على إجراء مليار عملية حسابية في الثانية وبمجرد تشغيله سيوفر قدرة حوسبة عالية الأداء لمشروعات البحث والصناعة الرئيسة في جميع أنحاء المملكة.


– ثانيًا الحصاد الاقتصادي، وجاء من أبرزها رفع “جولدمان ساكس” تقديرات النمو طويل المدى للولايات المتحدة الأمريكية والعديد من الاقتصادات الكبرى الأخرى حيث توقع المصرف أن يعزز الذكاء الاصطناعي التوليدي، الإنتاجية على مدى العقد المقبل، وفيما يخص الولايات المتحدة الأمريكية فمن المقرر أن يضيف الذكاء الاصطناعي نموا بنسبة 0.1 نقطة مئوية إلى زيادات الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2027 وتتسارع الزيادة إلى 0.4 نقطة مئوية في عام 2034، كما أعلنت الحكومة البريطانية عن رؤيتها الواضحة تجاه تسخير الذكاء الاصطناعي لتسريع وتيرة التنمية في أكثر الدول فقرًا في العالم، فيما تقود شركة الذكاء الاصطناعي الصينية “فورث بارادايم” موجة الاكتتاب العام في هونج كونج لجمع 280 مليون دولار، وتشكيل شركتي ” Anthropic” و”BCG” تحالفًا جديدًا لتقديم الذكاء الاصطناعي المؤسسي للعملاء، وتجري شركة “Open AI” محادثات لبيع الأسهم الحالية للمستثمرين كما تبحث الشركة إمكانية صنع رقائق ذكاء اصطناعي خاصة بها، ويواصل برنامج “شات جي بي تي” تسجيل أرقام قياسية بلغت 4.58 مليون دولار في سبتمبر 2023 بجميع أنحاء العالم.


– ثالثًا الحصاد السياسي، وجاء من أبرزها تقارب الاتحاد الأوربي مع اليابان بشأن الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث يحتل الاتحاد الأوروبي موقع الصدارة في مساعي تنظيم هذه التكنولوجيا الناشئةمن خلال قانون الذكاء الاصطناعي الصارم، بينما تتطلع اليابان إلى وضع مبادئ توجيهية أكثر مرونة لتعزيز النمو الاقتصادي، كذلك تعتزم وكالة المخابرات المركزية الأمريكية إطلاق أداة ذكاء اصطناعي على غرار “شات جي بي تي”، وتهدف الصين إلى إنتاج أول روبوتات شبيهة بالبشر بحلول 2025. 


– رابعًا الحصاد القانوني والمؤسسي: حيث أعلنت هيئة كهرباء ومياه دبي اعتمادها منصة “مايكروسوفت باور بالتفورم” والمساعد الذكي “كوبايلوت” من شركة مايكروسوفت بهدف تعزيز التحول الرقمي في الهيئة، وقد اختارت شركة “ديكتادور” البولندية روبوتًا يعمل بالذكاء الاصطناعي رئيسًا تنفيذيًا لها وأطلقت عليه اسم “ميكا”.


– خامسًا الذكاء الاصطناعي والطب، أعلنت شركة العلوم والتكنولوجيا الألمانية “ميرك” عن اتفاقيتي تعاون استراتيجي مع شركتي ” Benevolent AI” و”Exscientia” البريطانيتين لاستخدام الذكاء الاصطناعي في اكتشاف وتصميم الأدوية مع احتمالية الوصول إلى إمكانات منصة الذكاء الاصطناعي الشاملة لإنشاء مرشحين جدد للتطوير في علم الأورام والأعصاب والمناعة، كما قامت جامعات شارقة و”سكولتيك” بافتتاح مختبرًا مشتركًا لأبحاث تطبيقات ال “AI” في الطب الحيوي، فيما تقدَّم آلاف الأشخاص بطلبات لشركة “نيورالينك” التابعة للملياردير الأمريكي إيلون ماسك للمشاركة في تجارب زرع رقائق بالدماغ.


– سادسًا الذكاء الاصطناعي والتعليم: حيث أطلقت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” رادار البيانات والذكاء الاصطناعي التفاعلي الذي يأتي ضمن سلسلة المبادرات التثقيفية التي تتبناها من أجل زيادة الوعي بأهمية هذه التقنيات المتقدمة، كما أطلقت وزارة التعليم السعودية مبادرة “ساعة الذكاء الاصطناعي” بهدف توعية الطلاب في المرحلتين المتوسطة والثانوية بالذكاء الاصطناعي ومستقبله.


– سابعًا الذكاء الاصطناعي والأمن والخصوصية،: وجاء من أبرزها توظيف الطباعة ثلاثية ورباعية الأبعاد في الصناعات العسكرية، وإعلان وزارة الدفاع الأمريكية المجموعة الأولى من المنح لإنشاء 8 مراكز ابتكار لتطوير الرقائق الإليكترونية والتي ستركز على مجالات مثل الحرب الكهرومغناطيسية والحوسبة الآمنة وغيرها من التكنولوجيا المتقدمة لتلبية احتياجات وزارة الدفاع، كما اتهمت هيئة مراقبة البيانات في المملكة المتحدة شركة “سناب شات” بـ”الفشل المثير للقلق” في تقييم مخاطر الخصوصية المحتملة التي يشكلها برنامج الدردشة الآلي الخاص بها على المستخدمين وخاصًة الأطفال.


واستعرض العدد مقالًا للواء الدكتور أحمد الجيزاوي بعنوان “استخدامات الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري”، حيث سلَّط الضوء على أبرز التطبيقات العسكرية للذكاء الاصطناعي والتي تمثلت في “المحاكاة والتدريب، والمهام السيبرانية، وأنظمة القيادة والسيطرة الذكية، والمهام اللوجستية وأعمال الصيانة التنبؤية، وأنظمة الأسلحة الذكية والمركبات المستقلة، والمراقبة والاستطلاع والمهام الاستخباراتية، ونظم دعم القرار”، موضحًا في نهاية المقال أن استخدامات الذكاء الاصطناعي في المجالات العسكرية أصبحت متعددة ومحورية خاصًة بعد تسارع وتيرة تطبيق هذه الاستخدامات فعليًا في ميادين المعارك والحروب، إلا أن هذا الاستخدام المتنامي كان له جانب سلبي تمثل في إضعاف الحدس البشري والقدرات البحثية والانفصال بين الجنود البشر وساحة المعركة، إضافًة إلى المخاطر المتزايدة نتيجة هذا الاستخدام المتزايد والتي تتطلب ضرورة تقييمها ووضع قيود وضمانات لاستخدامات الذكاء الاصطناعي في الأعمال العسكرية قائمة على المبادئ الخمسة التي أقرها مجلس الابتكار الدفاعي عام 2016 والتي تشمل “الموثوقية، والمسؤولية، والعدالة، والقابلية للحوكمة، وإمكانية التتبع”.


وأشار مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار إلى التوقعات المستقبلية للذكاء الاصطناعي وفقًا للمراكز العالمية والتوقعات الدولية المختلقة، إذ أظهرت التقديرات وصول حجم الذكاء الاصطناعي في السوق العسكرية إلى 9.2 مليار دولار عام 2023، ومتوقع ارتفاعها لتصل إلى 38.8 مليار دولار بحلول عام 2028 بمعدل نمو سنوي مركب قدره 33.3 خلال الفترة المتوقعة، حيث إن العامل الدافع للذكاء الاصطناعي في السوق العسكرية هو زيادة الاستثمارات في تطوير الحلول المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتعزيز القدرات العسكرية، وتطوير شرائح الذكاء الاصطناعي المتطورة، والحاجة إلى أنظمة مراقبة متقدمة.


كما أظهرت بيانات “ستاتيستا” إلى توقعات بأن تصل إيرادات صناعة الروبوتات بحلول عام 2028 إلى نحو 45 مليار دولار مقارنة بإيرادات متوقعة هذا العام عند 37 مليار دولار، كما أظهرت البيانات أن إيرادات صناعة الروبوتات بلغت 23 مليار دولار عام 2016، ويرى “جولدمان ساكس” أن الذكاء الاصطناعي سيرفع الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي إلى معدل توسع بنسبة 2% في عام 2027 وإلى 2.3% بحلول 2034، وأشارت الحكومة البريطانية إلى أنه ستتم زيادة تمويل “موارد أبحاث الذكاء الاصطناعي” إلى 300 مليون جنيه إسترليني أي ما يعادل 363.57 مليون دولار، من 100 مليون إسترليني المعلن عنها سابقاً، فيما توقَّع بنك “مورجان ستانلي” أن يحقق بائعو البرمجيات مكاسب كبيرة وأن يتمكنوا من الحصول على 5% من تأثير العمالة البالغ 4.1 تريليون دولار، وهو ما يترجم إلى حجم متوقع لسوق البرمجيات مقداره 205 مليارات دولار أمريكي على مدار السنوات الثلاث المقبلة، بالإضافة إلى إمكانية أتمتة 30% من ساعات العمل في الاقتصاد الأمريكي باستخدام الذكاء الاصطناعي بحلول 2030 ومن المتوقع أن تؤدي أتمتة العمل إلى زيادة الإنتاجية وسرعة إتمام العمليات والمهام التجارية المختلفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى