بين شهيد ومعتقل.. كيف ذهب أكثر من 200 صحفي ضحية العدوان الإسرائيلي؟
كان الصحفيون الفلسطينيون في مقدمة أهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي في حربه الشعواء في قطاع غزة، في محاولة بائسة منه لطمس الحقيقة وإخفاء ملامح بارزة من جرائمه الشنيعة في قطاع غزة، لتكون بعيدة عن أعين الكاميرات.
وسقط عشرات الشهداء من الصحفيين في غزة خلال تغطيتهم أحداث الحرب والعدوان الإسرائيلي، وهم لا يزالون مصرين على استمرارهم في تغطية الحرب في غزة رغم كل الصعوبات والخطر على الحياة، الذي يواجهونه.
140 صحفيًا شهيدًا
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أمس الأربعاء، ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 140 صحفيًا منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة.
جاء ذلك بعد ارتقاء الصحفي محمد السيد أبو سخيل، مذيع ومحرر في إذاعة صوت القدس، والصحفي طارق السيد أبو سخيل، محرر رقمي في إذاعة صوت القدس، اللذين استشهدا خلال جريمة اقتحام مجمع مستشفى الشفاء الطبي.
وهذا الرقم من عدد الشهداء من الصحفيين في غزة يفوق ضعف عدد الصحفيين الذين قُتلوا خلال 6 سنوات من الحرب العالمية الثانية، حيث بلغ عدد الضحايا الصحفيين في الحرب العالمية الثانية 65 قتيلًا.
وخلاف 140 صحفيًا ارتقوا شهداء في قطاع غزة، فإن هناك 66 صحفيًا أسيرًا يقبعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
66 صحفيًا أسيرًا
وقال نادي الأسير الفلسطيني، إنّ عدد الصحفيات في سجون الاحتلال ارتفع الى أربع صحفيات مع اعتقال الصحفية أسماء نوح هريش (32 عامًا) من منزلها في رام الله.
وأضاف النادي، أنّ عدد الصحفيين المعتقلين بعد السابع من أكتوبر بلغ 66 صحفيًا، أبقى على اعتقال 45 منهم، من بينهم أربع صحفيات، وكانت آخرهم الصحفية أسماء هريش.
وذكر النادي في بيانه أنّ اعتقال الصحفية أسماء هريش يُضاف إلى اعتقال والدها نوح وشقيقها أحمد.
وأوضح نادي الأسير، أنّ هذا التّصعيد يأتي في إطار حملات الاعتقال الواسعة التي ينفذها جيش الاحتلال بعد السابع من أكتوبر، ومن بينها عمليات اعتقال النساء والتي تصاعدت مؤخرًا بشكل ملحوظ، ومن بينهن صحفيات.
ولفت نادي الأسير، إلى أنّ 23 من الصحفيين جرى تحويلهم إلى الاعتقال الإداريّ بذريعة وجود (ملف سرّي)، من بينهم الصحفية إخلاص صوالحة، وبشرى الطويل، أما الغالبية من بقية الصحفيين المعتقلين فقد وجهت لهم (تهمًا) تتعلق بالتّحريض على مواقع التواصل الاجتماعي أو وسائل الإعلام العاملين فيها، مشيرًا إلى أنّ عددًا منهم تعرضوا للاعتقال سابقًا مرات عديدة.
وأكّد نادي الأسير، أنّ غالبية الصحفيين المعتقلين، تعرضوا لاعتداءات بالضرب المبرح، ولعمليات تعذيب كما كافة من اعتقل واستهدف بعد السابع من أكتوبر، ويواجهون اليوم كافة الإجراءات الانتقامية غير المسبوقة التي فرضتها إدارة السّجون بحق الأسرى والمعتقلين.
يذكر أن إجمالي عدد الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي بلغ حتى نهاية مارس المنقضي أكثر من 9400 أسيرًا، من بينهم 3661 معتقلًا إداريًا.