تقرير أمريكي: أوكرانيا قد تتكبد خسائر قبل وصول مساعدات واشنطن
على خطوط الجبهة في الحرب، وجعل من الصعب على القوات الأوكرانية التصدي للهجمات الروسية وحماية البنية التحتية المهمة.
وذكرت صحيفة “لوس انجليس تايمز” الأمريكية في تقرير لها أن محللين يقولون إنه رغم الضخ الجديد للمساعدات الجاهزة للدفع بها بمجرد أن يوافق مجلس الشيوخ على مشروع القانون ويوقعه الرئيس جو بايدن ليصبح قانوناً، وهما الأمران اللذان من المتوقع حدوثهما منتصف الأسبوع الجاري، ربما يستغرق تحديد ما إذا كان يمكن قلب مسار ما حدث في الأشهر الأخيرة بعض الوقت .
وكان الأوكرانيون يستعدون لمواجهة قصف شبه ليلي مضاعف على المدى القصير على الأقل للمدن والبلدات في جميع أنحاء البلاد بالصواريخ والطائرات المسيرة، كان قد تفاقم في الأسابيع الأخيرة جراء استنزاف ونفاد مثير للقلق لذخيرة الدفاعات الجوية الأوكرانية.
وقد تحاول روسيا الغاضبة أن تشن المزيد من الهجمات العقابية قبل أن يصل المزيد من المساعدات لتعزيز الدفاع الجوي.
وأصدر الرئيس فولوديمير زيلينسكي بيان تقدير بعد التصويت مساء أول أمس السبت.
وبنفس القدر من الأهمية في رد فعل زيلينسكي الأولي، كان ما لم يصرح به زيلينسكي، حيث امتنع زعيم أوكرانيا بحرص شديد عن الإشارة إلى مشاعر الإحباط لدى الأوكرانيين بشأن المدى الطويل الذي استغرقه مشروع القانون الخاص بالمساعدات للمضى قدماً حتى الموافقة عليه، أو نشر مخاوف بأن المساعدات الأمريكية قد تكون على وشك النضوب تماماً، بصفة خاصة إذا عاد الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
ولم يقدم مسؤولون دفاعيون أمريكيون تحليلاً مفصلاً بشأن نوعية الدفعة الأولى من المساعدات، ولكن من المرجح أن يكون الأمر الأول للعمل ملء مخازن الذخيرة التي تستخدمها القوات الأوكرانية على طول خط الجبهة التي تمتد لمئات الأميال ، وتتخذ شكل قوس عبر جنوب وشرق البلاد.
وأفادت الوحدات الميدانية بترشيد استخدام قذائف المدفعية والصواريخ دقيقة التصويب حتى في الوقت الذي تشن فيه القوات الروسية هجوماً شرساً في أماكن مثل بلدة شاسيف يار الرئيسية في الشرق .
وفي حديثه لبرنامج “واجه الأمة” الذي تبثه شبكة “سي بي إس” أمس الأحد، قال رئيس لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ السناتور مارك آر وارنر، إنه واثق من أن الولايات المتحدة ستكون قادرة على استئناف شحنات المعدات بحلول نهاية الإسبوع.
وقال وارنر عن تصويت مجلس النواب بالموافقة على المساعدات: “كان ينبغي أن يحدث هذا قبل 6 أشهر، أفضل وقت لاحق هو الآن، إذا لم يحصل
الأوكرانيون على هذه المواد ، فإنه لايمكنهم التصدي للروس”.
وقال مسؤولون أمريكيون وأوكرانيون أن جهود إعادة التزويد بالإمدادات يمكن أن تمضي قدماً بسرعة نسبيياً بسبب سلسلة الإمدادات والشبكات اللوجيستية التي تم تأسيسها في وقت مبكر من الصراع القائم منذ أكثر من عامين.
وأضافوا أنه يمكن إعادة تفعيل بعض من هذه السلاسل والشبكات في غضون أيام.
وحتى إذا تم ذلك، أشار معهد دراسة الحرب ،وهو مركز أبحاث مقره واشنطن، إلى أن القوات الأوكرانية ربما تتعرض لانتكاسات أخرى في الأسابيع المقبلة “بينما تنتظر وصول الأسلحة التي ستسمح لها بتحقيق الاستقرار في خطوط الجبهة”.
وبينما لم تستطع روسيا تحقيق أي نجاحات كبيرة في ميدان القتال منذ الاستيلاء على بلدة أفدييفكا الشرقية في شهر فبراير (شباط)الماضي، أشار محللون عسكريون مستقلون إلى اختراقات متزايدة مطردة، تصل إلى الأستيلاء على مئات أميال مربعة من الأراضي التي يمكن أن تكون قد وضعت الأوكرانيين تحت ضغط شديد لاحتواء هجوم روسي منسق.
وقال المعهد إنه مع الوصول الوشيك للمساعدات، من المرجح أن تتمكن القوات الأوكرانية من إحباط الهجوم الروسي الحالي مع افتراض أن تصل بسرعة المساعدات الأمريكية التي تم استئنافها”.
وكما هو متوقع ، قالت روسيا أن المساعدات الأمريكية لن يكون لها سوي تأثير ضئيل وستؤدي إلى إطالة أمد المواجهة الدموية.
وأشار المتحدث باسم الكرملين دميتري بييسكوف أيضاً إلى أن الفكرة الرئيسية وراء حزمة المساعدات هى ضخ أموال لشركات الأسلحة الأمريكية.
وقال بيسكوف، وفقاً لوسائل إعلام روسية رسمية، إن تصويت مجلس النواب “سيجعل الولايات المتحدة أكثر ثراء وسيؤدي لمزيد من التدمير لأوكرانيا وسيسفر عن وفاة المزيد من الأوكرانيين، وهذا خطأ نظام كييف “.
وقال بعض المشرعين الأمريكيين أن القيام بمساعدة أوكرانيا الآن قد ساعد على تجنب إرسال إشارة خطيرة عن ضعف الولايات المتحدة أمام موسكو .
وقال الجمهوري مايكل مكول (وهو جمهوري من ولاية تكساس) ورئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، في تصريحات للبرنامج الحواري “هذا الأسبوع مع جورج ستيفانوبولوس” الذي تبثه شبكة “أيه بي سي” “إذا سلمنا أوكرانيا مثلما فعلنا مع أفغانستان، وهو الأمر الذي كان بمثابة كارثة، فهل ستكون الولايات المتحدة أضعف أم أقوى؟”.
وأضاف ” كان الوقت ينفد منا، أوكرانيا كانت على وشك السقوط”.
وذكرت “لوس أنجليس تايمز” أن الحلفاء الأوروبيين من جانبهم تابعوا بقلق وغضب متزايد دراما المساعدات التي امتدت طويلاً، ولكن معظمهم تحولوا بسرعة إلى التعبيرات العامة بالتفاؤل والوحدة.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي”الناتو”، ينس ستولتنبرغ، في منشور على منصة “إكس”: “أوكرانيا تستخدم الأسلحة التي قدمها حلفاء الناتو لتدمير القدرات القتالية الروسية. وهذا يجعلنا جميعاً أكثر أماناً، في أوروبا وأمريكا الشمالية”.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إن الحلفاء في الناتو، الذين يشعرون بأنهم مهددون بشكل مباشر أكثر من جانب روسيا بما في ذلك دول البلطيق وبولندا ، ياظرون منذ فترة طويلة إلى الصراع باحساس الأزمة والإلحاح وكان ينتابهم أحياناً الشك في الوقت الذي بدا فيه الدعم الأمريكي أنه يضعف .